محمود جبريل ليبرالى فى مواجهة الإسلاميين
قد تندهش حينما تلاحظ التقدم الكبير الذى حققه تحالف القوى الوطنية الليبية بزعامة الاقتصادى محمود جبريل، الذى قاد القوى الليبرالية فى أول انتخابات تشهدها ليبيا منذ 60 عاما فى مواجهة الأحزاب الإسلامية، إذ مكنه تفانيه وإخلاصه للثورة ولمبادئ الديمقراطية والعدالة من كسب ثقة الناخب الليبى.
فحينما اندلعت الثورة الليبية فى فبراير 2010، لم يتردد محمود جبريل (60 عاما) فى الانضمام إلى المجلس الوطنى، كما لم يتردد فى الاستقالة من رئاسة أول حكومة ليبية انتقالية ومن منصب وزير الخارجية بعد انتصار الثورة على العقيد معمر القذافى، ليتفرغ لتأسيس تحالف ضم تحت لوائه عدداً من الأحزاب والمنظمات والتيارات والجمعيات والشّخصيات التى تؤمن بفكره، إذ يرى أن من أولويات تأسيس الدولة، هو فصل الدين عن السياسة.
وحرص جبريل على ترك مسافة بينه وبين نظام القذافى بعدما انسحب فى 2009 من رئاسة المجلس الوطنى للتطوير الاقتصادى الذى أسسه فى يوليو 2007، وتعلل فى ذلك برغبته فى التفرغ لأعماله الاستشارية، واعتذر كذلك فى نهاية 2010 عن قبول «جائزة الفاتح التقديرية» أعلى جائزة أكاديمية ليبية تقديرا لدراساته الاقتصادية والاستراتيجية.
وتربط جبريل بمصر علاقة وطيدة، حيث حصل منها على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1975، وتعرف أيضا على شريكة حياته الباحثة الأكاديمية سلوى شعراوى جمعة ابنة وزير داخلية مصر الأسبق.
وبعدها انطلق إلى الولايات المتحدة لإكمال دراساته العليا، ليحصل على درجتى الماجستير فى العلوم السياسية من جامعة بتسبيرج بولاية بنسلفانيا عام 1980، والدكتوراه فى التخطيط الاستراتيجى وصناعة القرار عام 1984 من الجامعة نفسها، التى عمل فيها أستاذا للتخطيط الاستراتيجى لسنوات عدة.