فضيحة «اليونيسكو»: قطر تشترى الأصوات
«شكرى» فى اجتماع المجموعة الأفريقية فى اليونيسكو
اقتربت معركة انتخابات اليونيسكو من الحسم، لأنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن اسم المدير الجديد مساء اليوم أو الجمعة على أقصى تقدير إذا لم يتمكن أى من المرشحين من الحصول على 30 صوتاً، وهو عدد الأصوات الذى سيحسم المعركة المشتعلة بين 6 مرشحين الحظ الأوفر لثلاثة منهم حصلوا على أعلى الأصوات حتى الآن وهم مرشحو قطر وفرنسا ومصر.
وكشفت منظمة «قطر بليكس» المتخصصة فى تحليل ونشر المواد التى تفضح استراتيجية نظام الدوحة فى الإرهاب، والحرب والتجسس والفساد وإشعال الفتن، فشل مرشح قطر، حمد بن عبدالعزيز الكوارى، فى حصد أغلبية الأصوات، مستندة إلى تقارير فرنسية قالت إن الدوحة حاولت اقتناص المنصب عبر شراء أصوات عدد من الدول، للحصول على 30 صوتاً وحسم الانتخابات من المراحل الأولى.
«قطر بليكس»: تقارير فرنسية قالت إن «الدوحة» حاولت اقتناص المنصب من المراحل الأولى بـ«الفلوس» و«عمر»: تحركات مصرية لضمان نجاح «خطاب».. و«الغول»: لا صوت يعلو فوق صوت الدولار
أضافت المنظمة فى بيان على موقعها الرسمى أن قطر فشلت فى حسم المعركة لرئاسة اليونيسكو لصالح مرشحها منذ الجولتين الأولى والثانية، رغم العروض المالية السخية وعملية شراء أصوات مندوبين بالمنظمة، بينما دشن عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج، اليونيسكو ليست للبيع، رفضاً لممارسات «الدوحة»، واستخدامها الرشوة للفوز بالمنصب.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن مواقف الدول الأفريقية مبهمة وغير مفهومة ومثيرة للاستغراب، حتى الجولة الثانية من الانتخابات، رغم المحاولات والاتصالات التى تقوم بها مصر مع القادة الأفارقة للالتزام بالتصويت للمرشحة الأفريقية مشيرة خطاب، وفقاً لقرار القمة الأفريقية الأخيرة.
وقالت المصادر لـ«الوطن» إن عدداً قليلاً من الدول الأفريقية التزمت بالإجماع الأفريقى على التصويت للمرشحة المصرية مشيرة خطاب خلال أول جولتين من الانتخابات، ولم تلتزم بقية الدول رغم تأكيدات مسئوليها إصدار توجيهات لمندوبيهم فى المنظمة بالتصويت لصالح المرشحة المصرية، مشيرة إلى أن وزير الخارجية سامح شكرى كثف اتصالاته مع موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، فى باريس خلال الأيام الماضية لدعم المرشحة المصرية التزاماً بقرار القمة الأفريقية. من جانبها قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الوفد المصرى يقوم بالتحركات المطلوبة والتواصل مع دول أخرى لإضافة أصوات جديدة لرصيد المرشحة المصرية، وأضافت لـ«الوطن» أن هذه التحركات تتم لضمان نجاح المرشحة المصرية وليس إزاحة مرشح قطر فقط، مؤكدة أن الهدف الأكبر بالنسبة لنا هو الفوز بالمنصب، وليس إزاحة الآخرين. وقالت إنه لا يمكن الحكم على الموقف الحالى لأن هناك تغييرات ستحدث فى كل جولة، ولا يمكن التكهن بالنتيجة النهائية، ويمكن أن يحدث تغيير كامل فى عدد الأصوات لأن هناك دولاً ستنسحب، وأخرى ستغير اتجاهات تصويتها. وقال نورالدين محمد، مسئول التخطيط بحملة السفيرة مشيرة خطاب، إن الدكتور محمدو لابارانغ، سفير الكاميرون وعميد المجموعة الأفريقية بالقاهرة، أرسل خطاباً للحملة يؤكد فيه دعم الكاميرون للمرشحة المصرية للفوز بمنصب أمين عام اليونيسكو. وأضاف «نورالدين» أن الخطاب جاء فيه: «كما تعلمون، عينت مفوضية الاتحاد الأفريقى بالإجماع، السيدة مشيرة خطاب، المرشحة المصرية، باعتبارها المرشحة الأفريقية الوحيدة للمنصب، وبناء على تعليمات صريحة من رئيس الدولة، بول بيا، قدم بلدنا الدعم الكامل لهذا الترشيح» مؤكداً أن ممثلى بعض البلدان الأفريقية أخلوا بالاتفاق.
وفى مساعٍ لحشد الدعم للمرشحة المصرية، يواصل وزير الخارجية سامح شكرى إجراء المشاورات مع وزراء خارجية عدد كبير من الدول أعضاء المجلس التنفيذى لليونيسكو، لاسيما الدول الأفريقية الأعضاء بالمجلس التنفيذى، لدعم السفيرة مشيرة خطاب، فى الوقت الذى كشفت صحيفة «لموندافريك» وفقاً لمصادرها أن الدول الأفريقية أعطت صوتها لقطر، مضيفة أن قطر وجهت الدعوة فى 30 سبتمبر الماضى لأعضاء المكتب التنفيذى لزيارة قطر كجزء من الحملة الانتخابية، لكن 10 دول فقط هى التى استجابت لهذه الدعوة ومن بينها ممثلو أفريقيا فى المكتب التنفيذى: الجزائر، والكاميرون، وكينيا، وموريشيوس، وتوغو، والسنغال.
من جانبه، قال النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إنه طالع تصريح وزير الخارجية عن انتهاء عهد الرشاوى الدبلوماسية كما حدث فى الفيفا سابقاً، مضيفاً فى بيان، أنه لا صوت يعلو فوق صوت الدولار»، وتابع: «لا شك أن انتخابات اليونيسكو معركة دبلوماسية بامتياز، والظواهر الأولية تشير إلى مسافة ثابتة بين المرشحين الثلاثة الأوائل»، مشيراً إلى أن انسحاب المرشحة الفرنسية لصالح مصر أمر عظيم، لكنه بعيد عن الواقع، وتساءل: «ما هى المكاسب من انسحاب مصر لصالح فرنسا؟».