بنطلون وفانلة وحجاب: الزى الرسمى للاعبات.. بتوقيع «الفيفا»
جلست شاردة الذهن، تتابع عن كثب ركض الأطفال خلف الكرة داخل ملعب صغير، تذكرت هوايتها التى حرمها منها حجابها، فرغم حبها الشديد لتلك الساحرة المستديرة كان حبها وتمسكها بالحجاب أكبر، قطع رنين هاتفها المحمول حبل أفكارها، على الطرف الثانى إحدى زميلات الكفاح، قالت لها: «خلاص الاتحاد الدولى إدانا الحق نلعب بالحجاب».. وقتها شعرت بفرحة لم تشعر بها من قبل.
هذا هو شعور فايزة حيدر، لاعبة المنتخب المصرى لكرة القدم، بعد قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» بشكل مؤقت وخلال فترة تجريبية، السماح لهن بارتداء الحجاب فى المسابقات المقبلة.
استرجعت ذكرياتها حين لمست قدمها أرض ملعب نادى حلوان، وهى ابنة 12 عاما، قبل أن يقع الاختيار عليها كإحدى عضوات المنتخب القومى، تمسُك الشابة العشرينية بدينها جعلها صاحبة مبدأ رغم سوء التبعات: «طول عمرى بقول مش هقلع الحجاب حتى لو هتحرم من كاس العالم».
النشاط الكروى المتوقف منذ اندلاع الثورة لم يقف حائلا أمام حلمها فى العودة لمداعبة الكرة، ووفقاً لما جاء فى موقع «فيفا» فإنه سيتم البدء فى تحديد تصميم ولون الحجاب والمواد المستخدمة فى صناعته، فأكثر ما كان يعوقها هو التضييقات التى تمارَس من قبل الاتحاد الدولى بسبب ارتداء الزى الرياضى كاملا «شورت وفانلة» غير أنها تحتال على القانون بارتداء بنطلون فتبدو فى زى شرعى لا يخالف عقيدتها وفى ذات الوقت لا يحرمها من ممارسة هوايتها المفضلة.
فى بعض الدورات الدولية الودية كان يسمح لهن بارتداء حجاب «سبانيش»، غير أن اعتراض بعض الدول مثل إيران والأردن كان داعما لهن. فى إحدى البطولات كان من المفترض أن تسافر بعض اللاعبات إلى ألمانيا غير أن غطاء الرأس كان مانعا من مواصلة المشوار، أهم ما يُفرح «فايزة» فى القرار هو إقبال الأسر المصرية على دخول بناتها إلى عالم الكرة الذى كان مليئا بالعثرات: «يعنى أخويا وأهلى دلوقتى ما يبقاش عندهم أى مانع إنى ألعب بحرية.. طول ما أنا بحافظ على دينى».