«استيكر» للقضاء على زحام القاهرة: «حضرتك راكن غلط»
«حضرتك راكن غلط، الرصيف للمشاة مش للعربيات.. لا تغتصب حق غيرك حتى لا يغتصب أحد حقك».. بهذه الرسالة يتوجه المواطن نشأت الطوخى إلى فئة بعينها من قادة السيارات المخالفين، الذين يقومون بركن سياراتهم على الأرصفة، بدلا من البحث عن مكان مقبول لركنها، يقول: «لما حد بيركن فوق الرصيف وبيغتصب حق المشاة بلزقله ستيكر زى ده على إزاز عربيته، ودا تصرف شخصى منى، لا أنا تبع مبادرات ولا حملات، أنا نفسى، واحد من سكان القاهرة، تحديدا مصر الجديدة، والفكرة كانت مجرد ملاحظة منى إن الناس اللى بتركن على الرصيف عددهم زاد جدا، تحديدا فى شارعى ومنطقتى، وده نوع من الاستسهال؛ لأنى أنا مثلا لما بحاول أركن عربيتى باخد وقت طويل عشان ألاقى ركنة صح ما تئذيش حد غيرى، وبتقابلنى ركنات كتير غلط سهلة لكن ما بركنش فيها احتراما لغيرى، وده اللى خلانى أتغاظ جدا من اللى بيركنوا غلط، وبالذات اللى بيركنوا على الرصيف، لأن ده برضو بيضايقنى لما أكون ماشى على رجلى لأى سبب، بحس إنه خد حقى وحق غيرى».
«فكرت أكتب ورقة وأسيبها لكن الورقة هتطير، ومش عارف هسيبها ازاى، وده اللى خلانى أفكر فى موضوع الاستيكر، صممته وطبعته، الاستيكر الواحد تكلفته مش بتزيد عن 15 قرش، طبعت 16 واحد بصورة مبدئية، وناوى أطبع تانى» يحكى نشأت عن تجربته، مشيرا إلى أنه قد تلقى على صفحته بموقع الفيس بوك، ومن الأصدقاء والزملاء، تشجيعا وعددا من الاقتراحات مثل طباعة استيكرات أخرى لأصحاب السيارات الذين يقومون بركن سياراتهم صفا ثانيا، فيما اقترح آخرون أن يقلل نشأت من التهذيب فى الرسالة الموجودة بالاستيكر، هؤلاء يرون أن الرسالة مؤدبة أكثر من اللازم فى الوقت الذى توجه فيه لأناس أخطأوا فى حق غيرهم، لذلك يستحقون لغة أكثر عنفا وتأنيبا، لكن فى المقابل لم تلق الفكرة إعجاب أناس آخرين، كان لسان حالهم يقول: هاتولنا ركنة تانية الأول وبعدين اطلبوا مننا نركن صح.
نشأت، ذو الـ32 عاما، يعمل محلل بيانات فى القرية الذكية، لا يطمح إلى أن تتحول فكرته إلى مبادرة، أو أن يقلده آخرون، يقول: «أنا عاوز أوصل رسالة، عاوز أقول للى راكن فوق الرصيف إنت عامل حاجة غلط، وده مش من باب إنى مُصلح فى الكون، ما أتمناش ييجى علىَّ اليوم اللى أتصيد فيه الأخطاء للناس، أنا مش هيئة أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، أنا بنى آدم متضرر، ومع ذلك لو لقيت عربيات راكنة غلط على نفس الرصيف فى يومين ورا بعض مش هالزق لهم الاستيكر كل يوم، أنا مش وظيفتى أزعج الناس، هى مجرد رسالة، مش ضرورى أوصلها كل يوم، المهم توصل».