النجمة الأولى لـ«نبوية» بعد السبعين: «الأبلة بتقول إنى شاطرة»
«نبوية» تحمل «ورقة النجاح»
«من المهد إلى اللحد» هكذا قال الأثر عن طلب العلم، لكن «نبوية خالد» ذات الـ70 عاماً، قررت منذ 15 يوماً فقط أن تتعلم الكتابة، كحلم لم تحققه فى «المهد»، كطفلة صغيرة حصلت على نجمة مرسومة لأداء واجبها المنزلى، ووقفت السيدة تغالب دموعها، لأنها نجحت فى تدوين بعض الحروف بشكل صحيح على ورقة بيضاء.
فى الصغر لم تتعلم نبوية «فك الخط»، شأنها شأن غيرها من الفتيات، فى وقت كان التعليم فيه مقتصراً على الذكور، لكن الحلم ظل يراودها لسنوات، حتى أتمت 55 عاماً دون زواج. خرجت بعدها من قريتها الصغيرة فى بنها إلى القاهرة، مع زوج توفيت امرأته الأولى وتركت له طفلين: «اتجوزت وجيت على الإمام الشافعى على طول، لكنه مات وسابنى هو كمان من 6 سنين» قالتها وهى تتشبث بالورقة التى تحمل نجمتها الأولى، تنظر إليها بين الحين والآخر بابتسامة: «أول ما عرفت إن فيه جمعية هنا عملت فصل لتعليم الكبار قُلت أقدم بقى».
تحلم بقراءة المصحف فى الكعبة: «معايا 30 جنيه»
تعيش «نبوية» وحيدة فى غرفة بالإمام الشافعى بمنطقة السيدة عائشة، تدفع إيجاراً 200 جنيه، وتتقاضى معاشاً 320 جنيهاً، ولديها وقت كبير تستطيع فيه التعلم: «رحت بقى ومعايا كشكول وقلم، وبقيت أتعلم الحرف ورسمه والأبلة بتقول لى إنى شاطرة وبتعلم كويس». هناك سبب آخر لإقبالها على التعلم فى تلك السن: «عايزة لما أفتح المصحف وأبص جواه أبقى فاهمة كلام ربنا، والحمد لله حفظت لحد سورة والشمس وضحاها». تقول بينما تجلس على كرسى أمام باب الجمعية: «نفسى أروح الكعبة وأفتح هناك المصحف، وأقرأ، وأبقى عارفة كل كلمة عشان هاقرا هناك كتير، بس كل اللى معايا 30 جنيه».