سمكرى بيواكب «التطور» خبط فى الأسعار: لف وارجع
«خالد» أمام محله فى مدينة قنا
على عتبة محله فى مدينة قنا، يجلس محاطاً بالأدوات المنزلية: أقماع وأوان حديدية ونحاسية وألومنيوم، قطع معدنية قديمة اعتلى بعضها الصدأ، وشاب البعض الآخر عيوب استدعت تدخله لإصلاحها، تمر السنوات ويتطور حال المجتمع من اليدوى إلى التكنولوجى، بينما يبقى هو على حاله محتفظاً بمهنته القديمة التى ورثها عن والده. داخل محل خالد كامل، الذى يعمل فى لحام الأدوات المنزلية والفوانيس و«الياسون»، المستخدم فى استخراج المياه الجوفية النقية، وغيرها، تشعر وكأنك فى الماضى، أدوات ومعدات تملأ المحل عن آخره لم يعد لها استخدام، لكن أصحابها يصرون على الاحتفاظ بها من خلال «خالد» الذى يعيد إليها ماء الحياة: «من 100 سنة وإحنا بنتوارث المهنة دى أباً عن جد، قبل بناء السد العالى ودخول الكهرباء للصعيد، كنا بنشتغل فى الكلوبات اللى كان الأغنياء بيستخدموها فى الإنارة». لم يكن «خالد» بمعزل عن التطور التكنولوجى، فقد سايره فى بعض أجهزته الحديثة: «بعد ظهور البوتاجازات الحديثة بقينا نعمل بوتاجازات مسطحة يدوى، نشتريها غالية من مصانع الوجه البحرى، ونعمل زيها بتكلفة أقل بكتير تخفيفاً على المواطنين الفقراء». يتذكر «خالد» أيام زمان وأسعارها: «كنا نصلح الحاجة بمليم وقرش، لكن دلوقتى سعر كيلو القصدير الخاص باللحام وصل إلى 700 جنيه بعد ما كان بـ200 جنيه من عامين، لازم نرفع سعر التصليح عشان يدوب نكفى المواد الخام اللى بنشتريها بالغالى».