كيف تدخلت مصر في أزمة "استفتاء كردستان"؟
كردستان - أرشيفية
في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، طالبت مصر، كلا من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بضبط النفس وعدم الانجراف إلى مواجهات من شأنها أن تزيد من تعقيد الموقف وتأجيج التوتر وحالة عدم الاستقرار في المنطقة.
ووفقا للبيان، فإن مصر طالبت جميع الأطراف بالتهدئة والحوار للوصول إلى حلول توافقية، لنزع فتيل أزمة قد تأخذ ابعاداً إقليمية ودولية تزداد خطورتها وتداعياتها، مؤكدة ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسلامته الإقليمية، وتضامن الشعب العراقي بمختلف أطيافه، كي ينجح في مواجهة التحديات المشتركة بثبات وقدرة وعزيمة جماعية.
البيان السابق، والذي صدر الإثنين، ليس الأول من الخارجية المصرية، بخصوص ما يحدث في إقليم كردستان، ففي منتصف سبتمبر الماضي، أعربت مصر، عن قلقها البالغ إزاء قرار تنظيم استفتاء تقرير مصير إقليم كردستان العراق، الذي عقد يوم 25 من الشهر نفسه، وتداعياته المحتملة.
وأكد البيان، أن قلق مصر نابع بالأساس من حرصها على وحدة واستقرار العراق الشقيق، واستمرار رابطة الأخوة واللُحمة التى تجمع كافة أطياف الشعب العراقى، مشددًا على ضرورة إدراك التداعيات بعيدة المدى المتعلقة بإجراء الاستفتاء على استقرار وأمن العراق ومنطقة الشرق الأوسط.
وبعد يوم من الاستفتاء، أعربت مصر عن قلقها البالغ بشأن التداعيات السلبية المحتملة للاستفتاء، رغم المساعي المتكررة عربيًا ودوليًا للحيلولة دون المضي قدما في تلك الخطوة، مشدة على أهمية التزام جميع الأطراف بضبط النفس، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد تزيد من تعقيد الموقف، وبشكل يؤدي إلى زعزعة استقرار العراق وتغذية مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة.
"مصر تقف مع الحكومة العراقية".. هكذا فسر السفير رخا حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، موقف مصر الواضح مما يحدث في كردستان، موضحًا أن هناك عدد من العوائق التي تقف دون تدخل مصر بشكل أكبر في حل قضية استفتاء كردستان، أبرزها، أن هناك دورًا تقوم به إيران وتركيا، باعتبارهم الأقرب جغرافيًا والأكثر تأثرًا بما يحدث.
وأضاف "رخا"، لـ"الوطن"، أن مصر تسعى من خلال بياناتها الرسمية، على التأكيد على عدم تشجيع الأكراد على الانفصال، والتأكيد على وحدة الأراضي العراقية، مؤكدًا أن كل من تركيا وإيران، يخافان من توابع الانفصال أكثر من مصر، لأنه قد يؤثر عليهم بشكل مباشر.
وتوقع "رخا" ألا يكون لمصر دورًا أكبر في أزمة كردستان، إلا في حالة أن طالب الأكراد بتدخل مصر بشكل أكبر، واعتبارها وسيط قد يحل الأزمة، معتبرًا أن الجميع لا يرغب في أن تتحول القضية إلى الحل العسكري، والذي سيؤثر بالسلب على العراق والمنطقة كلها.