«رفاعة الطهطاوى»: البلطجية يتخذونها وكراً لتجارة وتعاطى المخدرات ليلاً
طفل يحمل «حقنة» استخدمها البلطجية وألقوها داخل المدرسة
لم تعد أكوام القمامة التى تحيط بسور مدرسة رفاعة الطهطاوى الابتدائية بشارع العقاد فى حى المطرية هى الأزمة التى تشغل بال الطلبة وأولياء الأمور فى تلك المدرسة، فالحديث لا ينقطع هناك عن مجموعة من البلطجية يتسلقون سور المدرسة ليلاً ليستخدموها وكراً لتعاطى المخدرات، ولا ينسى الأهالى الحادث الأليم الذى هزّ المنطقة كلها بعد أن قام مجموعة من البلطجية بخطف فتاة واغتصبوها داخل كشك للكهرباء ملاصق لسور المدرسة.
طفل صغير كان يلهو أمام سور المدرسة، وفجأة لفتت انتباهه «حقنة» ملقاة على الأرض، فاستخدم ورقة صغيرة ليلتقط بها تلك الحقنة، فى محاولة منه لاستكشافها، واحدة من الأهالى كانت تمر من أمام المدرسة، فنظرت إليه وطلبت منه إلقاءها بسرعة، ثم قالت: «المدرسة مابقتش مقلب زبالة للأهالى بس، لا كمان بقت مقلب للحقن اللى بيستخدمها البلطجية بالليل، وفيه أهالى كتير طلعوا أولادهم منها بسبب خوفهم عليهم من الحاجات دى».
«محمود»: يجلدون الأطفال ويهرولون وراءهم بالكراسى ليجبروهم على سرعة المغادرة حتى تخلو المدرسة لنشاطهم الإجرامى
محمد سيد، أحد أهالى المنطقة وصاحب ورشة، يقول: «البلطجية بينطوا من سور المدرسة بالليل، ويدخلوا جوه يشربوا مخدرات، وحتى لمّا المدرسة علّت السور وعملوا سلك، راحوا قطعوه من أماكن معيّنة علشان يعرفوا يدخلوا». يتابع «محمد»، قائلاً: «فيه كشك كهرباء ملاصق لسور المدرسة، كانوا مستوليين عليه، وبيدخلوا يتعاطوا ويناموا فيه كمان، لكن رئيس الحى طلب منى أنضّف المنطقة اللى قدام الكشك دى وأستخدمها فى تصليح العربيات، خصوصاً أنه قدام الورشة بتاعتى علشان يضمن أن محدش منهم يقرب من الكشك ده تانى». يشير «محمد» إلى بعض السرنجات الملقاة على الأرض داخل هذا الكشك، ويقول: «دى بواقى حاجات من اللى كانوا بيستخدموها، لكن دلوقتى محدش منهم يقدر يقرب من هنا».
أحد العاملين داخل المدرسة -رفض ذكر اسمه- يقول: «إحنا حاولنا نعمل كل اللى علينا، لكن هما بينطوا من على السور بالليل، ومحدش عارف يوقفهم، وأمن المدرسة مهما كان مش هيقدر يعمل حاجة مع بلطجية معاهم مطاوى، وهو لوحده».
محمود خالد، طالب، كان قد اعتاد الذهاب إلى مدرسة رفاعة الطهطاوى، لكنه وبسبب البلطجية اضطر إلى الانتقال إلى مدرسة أخرى فى المنطقة نفسها، يقول «محمود»: «إحنا كنا بنيجى نلعب فى حوش المدرسة كرة ومرة واحد زميلنا شافهم وهما بياخدوا حقن، وقال لهم إنه هيروح يقول لأهله، فراحوا جلدوه على ضهره علشان يحرم يقول كده تانى». ويتابع «محمود»: «يبقوا مش حاسين بنفسهم خالص، وأحيانا بيجروا ورانا بالكراسى علشان مايخلوناش نلعب فى المدرسة بعد ما بنخلص وقت الدراسة، لأنهم عاوزين المدرسة تبقى فاضية ليهم».
منيرة محمد، واحدة من أولياء الأمور، تقول: «المدرسة دى كل الناس عارفة فى المنطقة بيحصل فيها إيه بالليل من البلطجية وحصلت كمان حادثة اغتصاب فيها قبل كده، يبقى إزاى سايبينهم كده مستولين عليها من غير ما حد يوقفهم». وأنهت حديثها، قائلة: «أنا باستنى ابنى وهو خارج من المدرسة كل يوم علشان أطمن إنه هيروح معايا على طول على البيت، وأن مفيش حد من البلطجية دول هيضايقه زى ما حصل مع أولاد كتير تانيين».
الخوف الذى ملأ قلوب أولياء الأمور على أبنائهم بسبب قلقهم من تعرّض البلطجية لهم جعل بعضهم يطلب من شباب المنطقة أن يكونوا موجودين حول سور المدرسة من وقت إلى الآخر، لمحاولة ردع هؤلاء البلطجية، يقول محمد مصطفى، أحد أهالى المنطقة: «إحنا بنحاول كشباب نقف لهم ونمنعهم لما بنشوفهم بالليل قرّبوا من المدرسة، لكن هما بيستنوا لما المحلات تقفل، والدنيا تهدى خالص وبعدين ينطوا من على السور». وأنهى حديثه، قائلاً «لازم الحل يكون أمنى، يعنى اللى يقف قدامهم الشرطة، مش إحنا، وإلا هنفضل كلنا بندور فى نفس الدايرة، والأطفال هما اللى هيفضلوا فى الخطر».
«محمد» يوضح طريقة تسلق البلطجية سور المدرسة