بروفايل| دافنى كاروانا الباحثة عن الحقيقة
صورة تعبيرية
«مهنة البحث عن المتاعب».. مقولة يحفظها عن ظهر قلب كل من يعمل فى مجال الصحافة والبحث عن الحقيقة، وهى ذاتها المقولة التى تحققت للصحفية الاستقصائية المالطية «دافنى كاروانا جاليتزيا»، التى تعرضت لتهديدات بالقتل، عقب كشفها عن فساد لحكومة بلادها فى مدونتها الإلكترونية، قبل أن تلقى حتفها فى حادث اغتيال بعد أن تم تفجير سيارتها أمس الأول الاثنين.
«وثائق بنما»، كلمة السر التى جرّت الصحفية المالطية إلى الاغتيال، بعد أن شاركت فى التحقيق ضمن عدد كبير من صحفيى العالم لتكشف تورط حكومة بلادها فى العديد من قضايا الفساد، «كاروانا» التى بدأت مشوارها المهنى ككاتبة رأى فى صحيفة الصنداى تايمز بمالطا، تدرجت فى المناصب حيث صارت مساعد محرر فى جريدة مالطا المستقلة، قبل أن تلتحق بمجلة الأعمال التى تصنف على أنها واحدة من المجلات العالمية، وقبل عدة سنوات أنشأت مدونتها الإلكترونية الخاصة، والتى كسبت من خلالها إعجاباً منقطع النظير من متابعيها الذين كانوا يصفون قلمها بأنه «أحد أسلحة الدمار الشامل فى وجه الفاسدين»، حتى إن كثيرين وصفوا عدد قراء مدونتها بأنهم يزيدون على قراء صحف مالطا كلها.
نجحت «كاروانا» من خلال مدونتها فى العام الماضى فى كشف النقاب عن تورط وزراء فى الحكومة المالطية فى ملكية شركات «أوف شور» فى بنما، أشهرهم الوزير كونراد ميزى ورئيس أركان رئيس الوزراء ستاف كيث سكيمبرى، ولم تمض عدة أسابيع حتى نشرت قصة أخرى تشير إلى أن هناك شركة مملوكة لميشيل زوجة رئيس وزراء مالطا، فى بنما، بنظام الأوف شور أيضاً، وهو ما جعل مجلة «بوليتيكو» تصنفها على أنها واحدة من 28 شخصية عالمية أثرت فى أوروبا.
كان لـ«كاروانا» دور كبير فى كشف عمل مرشحة الحزب القومى كمحامية لشركة عالمية متورطة فى أعمال البغاء، كما قامت بكشف تورط بعض كبار رؤساء البنوك فى الفساد وقيام بعض المسئولين فى البلاد ببيع جوازات سفر وإقامة لشخصيات وغيرها من الملفات التى شغلت الرأى العام المالطى.
اغتيال «دافنى»، عضو الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين، أثار ضجة كبيرة فى العالم كله، وقام العشرات من أصدقائها ومتابعيها بعمل وقفة بالشموع، مطالبين بسرعة الوصول إلى الفاعل.