على مسرح خشبي، وقفوا في ثبات، تلتقي أعينهم بعيون الحاضرين في خجل، دقائق قليلة وانتهى العرض، تصفيق حاد يدوي في أرجاء قاعة الهناجر للفنون بدار الأوبرا، أمس، مشهد يتسع لكثير من التفاصيل المفرحة، التي عاشها 10 من "الأطفال بلا مأوى"، الذين اختارهم شريف القزاز، استشاري تدريب وعلاج بالفن، لعمل مسرحي، بهدف خدمة الأطفال المعرضين للخطر، عبر عمليات التأهيل النفسي ومن ضمنها تعليمهم الفنون التشكيلية والدراما المسرحية وإدماجهم ضمن فريق فني، لعمل مسرحية تحت اسم "ضوء أخضر".
365 يوما، المدة التي استغرقها "شريف" للانتهاء من المشروع لعمل المسرحية، واختيار الأطفال المعرض حياتهم للخطر، التي ساعده في الاختيار الهيئة القبطية الإنجيلية، ومؤسسة شركاء في التنمية بالسيدة عائشة: "الناس دي هي اللي ساعدتني بجد، رشحوا ليا أطفال من سن 10 سنين لحد 15 سنة عايشين في الشوارع، وبدأت اعمل معاهم بروفات في مكان المؤسسة، واللي آخرنا لسنة أن الأولاد كان عندهم مشاكل كتير، وبيتقبض عليهم كتير لأن أغلب أوقاتهم في الشارع، لأننا كنا المفروض نعرض المسرحية وننتهي من بروفاتها بعد 6 شهور وانتظرتهم".
لم يستسلم الشاب الثلاثيني لحلمه، قام "شريف"، مخرج المسرحية، بتدريب الأطفال على أدوارهم في تنفيذ العمل المسرحي "ضوء أخضر"، وتعليمهم بعض فنون التشكيل كالرسم والخزف، حتى عرض منتجاتهم للبيع تشجيعا لهم على الإنتاج والتعلم يوم عرض المسرحية: "اللوحات اللي كانت بتتباع كان العائد كله ليهم عشان نشجعهم، وطلع فيهم مواهب كتير جداً مكنتش محتاجه أكتر من الاهتمام والدعم، عشان كده كنت صبور معاهم لحد ما قدروا يقفوا على خشبة المسرح".
حالة من الفرحة والسعادة انتابت "شريف" والأطفال الذين شاركوا في العرض، بعد إعجاب الحاضرين بأدائهم التمثيلي: "حلمي الحمد لله اتحقق، والأولاد قدروا يعملوا عرض مسرحي يبهر الموجودين، لأنه تناول قضايا مجتمعية من خلال المونولوجات المصرية القديمة، فكان عبارة عن اسكتشات مختلفة وليها ذكرياتها مع الناس".
تعليقات الفيسبوك