يوم رعب فى المدارس: مولوتوف وعطور فاسدة ومروحة سقف تتسبب بإصابة 30 طالباً وطالبة فى 3 محافظات
الطفل الذى سقطت عليه مروحة سقف بمدرسة الشهيد محمود عزازى
شهدت 3 مدارس بمحافظات أسيوط وكفر الشيخ والقليوبية سقوط 30 مصاباً بين الطلاب والطالبات أمس، نتيجة قيام مزارع بإلقاء زجاجة «مولوتوف» على مدرسة ثانوية تجارية بمحافظة أسيوط، وقيام عدد من طالبات مدرسة أخرى بكفر الشيخ برش مادة عطرية «فاسدة»، فضلاً عن سقوط «مروحة سقف» على عدد من الطلاب، أثناء وجودهم داخل فصلهم بإحدى المدارس بمحافظة القليوبية، بينما أثارت شائعات عن وقوع حالات «خطف أطفال»، حالة من الذُّعر بين تلاميذ عدد من المدارس ببنى سويف.
تلقى مدير أمن أسيوط، اللواء جمال شكر، إخطاراً من مأمور مركز شرطة ديروط، بورود بلاغ من مدير إدارة أسيوط التعليمية، يفيد بقيام شخص بإلقاء زجاجة «مولوتوف» على أحد فصول مدرسة ديروط الثانوية التجارية المشتركة، مما أدى إلى إصابة إحدى الطالبات بحروق فى أحد ذراعيها، بينما أصيبت أخرى بحالة إغماء، وتم نقلهما إلى المستشفى، لتلقى العلاج اللازم، وتمكن أمن المدرسة من القبض على المتهم وتسليمه إلى الشرطة.
وعلى الفور، انتقلت قوات الشرطة والإسعاف، وبالفحص والمعاينة تبين أن المتهم يُدعى «عمرو يحيى مسعود جميل»، فلاح، 20 سنة، وبالتحقيق معه ذكر أنه ألقى «المولوتوف» على الطالبات «انتقاماً» من إدارة المدرسة، التى منعت دخوله فى اليوم السابق، للعب كرة القدم مع الطلاب. وقال «عزت على حسن»، مدير إدارة ديروط التعليمية، إن المدرسة تعمل بنظام الفترتين، الأولى صباحية للبنات، والمسائية للبنين. وأضاف أنه فور إخطاره بالواقعة، انتقل بصحبة مأمور المركز إلى المدرسة.
وفى كفر الشيخ، أصيبت 25 طالبة بمدرسة قرية «الكرادوة» الإعدادية المشتركة، التابعة لمركز دسوق، بالاختناق، إثر قيام عدد من الطالبات باستخدام أدوات تجميل «فاسدة»، عثرن عليها فى أحد المصارف القريبة. وأكد رئيس المدينة، اللواء حمدى الحشاش، أنه تم الدفع بعدد من سيارات الإسعاف، تولّت نقل الطالبات المصابات إلى مستشفى دسوق العام. وأضاف أن الحالة العامة للطالبات مستقرة.
وقال فى تصريحات لـ«الوطن»: إنه بالانتقال والفحص تبين أن سيارة «مجهولة» أفرغت حمولتها بمصرف «برارى المندورة»، المجاور للمدرسة، وتحتوى على بعض أدوات التجميل، مثل العطور ومزيلات العرق والشامبو والكريمات، فقامت بعض الطالبات باستخدام بعضها على ملابسهن ووجوههن، مما تسبّب فى إصابتهن بالاختناق، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تُكثّف جهودها لضبط السيارة المجهولة، كما انتقلت وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، الدكتورة لميس المعداوى، إلى قرية «الكرادوة»، للاطمئنان على الطالبات، والتأكد من شفائهن تماماً، قبل السماح لهن بمغادرة المستشفى.
وفى القليوبية، قرر المحافظ اللواء محمود عشماوى، إحالة مدير مدرسة ومسئول هيئة الأبنية التعليمية إلى النيابة العامة، على خلفية إصابة 3 تلاميذ، جراء سقوط «مروحة سقف» عليهم، أثناء وجودهم داخل الفصل بمدرسة «الشهيد محمود عزازى»، فى قرية «دملو»، التابعة لإدارة بنها التعليمية، وقرّر المحافظ تشكيل 11 لجنة بمختلف المدن والمراكز على مستوى المحافظة، للمرور على المدارس ومراجعة حالة المراوح بها، وإعداد تقرير بنتائج المرور خلال أسبوع، حفاظاً على أرواح الطلاب.
من جانبه، وجّه وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، طه عجلان، مديرى المدارس إلى ضرورة توخّى الحذر، والحفاظ على أرواح التلاميذ، ومراجعة أعمال الصيانة للمرافق، تحت إشراف هيئة الأبنية التعليمية، وطلب تقريراً مفصّلاً من مديرى المدارس، بشأن أعمال الصيانة المطلوبة لتنفيذ قوافل صيانة، بالتعاون مع هيئة الأبنية التعليمية.
وفى بنى سويف، شهدت عدة مدارس بقرية «بهبشين»، التابعة لمركز ناصر، شمال المحافظة، تدافع العشرات من أولياء أمور تلاميذ المرحلة الابتدائية، عقب تردُّد شائعة بخطف عدد من الأطفال فى القرية، وتدخّلت قوة من أفراد الشرطة بمديرية أمن بنى سويف، بالتعاون مع إدارات المدارس والمعلمين، لمنع الأهالى من دخول المدارس، لعدم إشاعة الفوضى داخل الفصول، ومنع إثارة الذعر بين التلاميذ، إلى أن تم السماح لهم بالدخول بعد الساعة 12 ظهراً، للاطمئنان على أطفالهم.
والتقى مديرو المدارس مع عدد من أولياء أمور التلاميذ، بحضور مدير المرحلة الابتدائية بإدارة ناصر التعليمية، جمعة يحيى بيومى، لطمأنتهم على أبنائهم، وأكدوا أن ما يتردّد عن «خطف الأطفال» مجرد «شائعات» لا أساس لها، وهو ما أكده أيضاً مسئول كبير بمديرية الأمن، الذى فسّر سرعة انتشار الشائعة بتجمع أهالى القرية فى «سوق الأربعاء»، الأمر الذى دفعهم إلى التوجّه للمدارس مباشرة، للاطمئنان على أبنائهم، واصطحابهم إلى بيوتهم.
من جانبهم، أشاد أهالى القرية بحسن تصرف المدارس فى التعامل مع «الشائعة». وقال أحد أولياء الأمور: «فور سماعنا الكلام عن اختفاء أطفال من القرية، توجهت إلى المدرسة على الفور، فوجدت عدداً من الأهالى ينتظرون أمام الباب، ومعهم عدد من المعلمين، الذين طمأنونا بعدم تغيّب أى طفل، وأن ما تم تداوله مجرد شائعات»، لافتاً إلى أنه بعد دخوله المدرسة للاطمئنان على ابنه، وجده فى حالة جيدة داخل الفصل الدراسى، لافتاً إلى أن مثل تلك الشائعات تتردّد داخل القرى من وقت إلى آخر، وغالباً ما تنتشر فى الأيام التى تشهد تجمعات للمواطنين، مثل الأسواق الأسبوعية.