«الممشى السياحى»: 14 كم على الساحل والعمال: بنشتغل 24 ساعة للانتهاء منه
جانب من أعمال الطرق بالمدينة الجديدة
أعمال بناء مستمرة، على امتداد ممشى مدينة العلمين الجديدة، والذى تم تحديده ليكون طوله 14 كم، وعرضه 25 متراً، ليشمل المدينة بالكامل، عمال من تخصصات مختلفة يقومون بعملهم، سواء من صب خرسانة أو تركيب برجولات خشبية، وأعمال الكهرباء والإضاءة، وزرع مساحات خضراء ونخيل، يبدأ العمل منذ ساعات الصباح الأولى، ويستمر طوال النهار، ثم تأتى سيارات أخرى محملة بالعمال، ليواصلوا أعمالهم طوال فترة الليل. وفى شهور قليلة، تم تمهيد الأرض وتسويتها، وبدأت أعمال التشييد والبناء، ليتم إنجاز أول كيلومتر، والذى سيفتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بينما يستمر العمل فى بقية الممشى.
أحد العاملين: «مفيش إجازات.. ونشعر بالفخر لأننا مشاركون فى مشروع ضخم سيفتتحه الرئيس السيسى»
إيهاب عبدالوهاب، مختص بأعمال الكهرباء وإضاءة الموقع، يقول: «بدأت العمل هنا منذ شهرين وتم مضاعفة العمل فى الموقع، للعمل على مدار 24 ساعة قبل زيارة الرئيس، حيث تبدأ الوردية الأولى من الساعة 7 صباحاً حتى الساعة 7 مساء، ثم من الساعة 7 مساء حتى 7 صباح اليوم التالى». وأضاف أنه من محافظة الإسكندرية مثل كثير من العاملين فى الممشى السياحى، وهو أحد العمال التابعين لشركة المقاولون العرب، التى تقوم بأعمال التنفيذ فى الممشى، قائلاً: «معظمنا وقف موضوع الأجازات خالص لحد اكتمال العمل، وحاسين بالفخر إننا مشاركين فى مشروع ضخم سيفتتحه الرئيس».
بينما يقول المهندس أحمد عبدالمطلب، المشرف على أعمال الكهرباء فى الموقع: «المشروع ضخم ممتد على 14 كم، والجزء الأول من العمل، الذى تم الانتهاء منه بشكل كامل هو 1 كم، وانتهينا من كافة الأعمال فيه من كهرباء وغيرها، وتم الاستعانة بفروع من شركة المقاولون العرب فى جميع المحافظات سواء إسكندرية وأسيوط وسوهاج وغيرها». ويضيف «عبدالمطلب» أن أعمال الإنشاءات مستمرة فى الممشى منذ 3 أشهر، وقبلها سبقتها أعمال كثيرة متعلقة بتسوية الأرض، وتمهيدها والذى شارك فيها عمال بمعدات ثقيلة، مضيفاً أنه لم يعد إلى بيته فى مدينة الإسكندرية من 3 أسابيع، حتى فى نهاية الأسبوع والأعياد، حتى يطمئن على سير العمل واكتماله على ما يرام.
«بشرف على 15 عامل من عمال الكهرباء فى الموقع، وزادوا الضعف خلال الشهر الماضى»، يوضح «عبدالمطلب» أن تصميم الممشى متميز من حيث الإضاءة ووجود عيون مياه تطل على البحر، ومساحات خضراء شاسعة. بينما ترتفع أصوات المعدات الثقيلة التى تقوم بحمل النخيل، ووضعه فى أماكن متجاورة على طول الممشى، تم حفرها وتجهيزها لغرس النخيل، يقول صبحى جابر، رجل فى الخمسين من عمره، يرتدى خوذة وحذاء «سيفتى» خاصاً بالعمل فى الموقع، ويحمل حول وسطه جهازاً صغيراً به أزرار، يقوم بتحريك آلة كبيرة من بُعد: «أنا شغال فى المقاولين العرب من 20 سنة، المعدات طبعاً تطورت بشكل كبير جداً خلال السنين اللى فاتت، ودى حاجة ساعدتنا ننجز مهام شغلنا بطريقة سريعة».
مشرف الكهرباء: «الممشى يضم عيون مياه تطل على البحر ومصادر إضاءة مختلفة ومساحات خضراء شاسعة»
يقول «جابر» إنه أحد أبناء محافظة الإسكندرية، وخلال الفترة الماضية زاد العمل بشكل كبير فى الموقع للانتهاء منه فى الموعد المحدد. أما عن المشروعات الكبيرة التى شارك فيها «جابر» فيقول: «اشتغلت فى ميناء الدخيلة واستاد برج العرب، طبعاً بفتخر إننا نسيب المكان وإحنا عاملين حاجة محترمة، وبإذن الله الممشى ده هيكون حاجة فى غاية الفخامة».
بينما يجلس أحمد عبدالله، أحد عمال تركيبات الحديد، يفترش الأرض، ويقوم بغرس مواسير حديد صغيرة، سيتم عمل تركيبات كهربائية بها للإضاءة، يقول إنه يعمل فى «المقاولون العرب» منذ عام 2003، وشارك أيضاً فى كثير من المشروعات. وعن تأثير تلك المشروعات على توظيف وتوفير عمالة للشباب، يقول: «كل مشروع شاركت فيه بفلوسه عملت خطوة فى حياتى، سواء إنى أجهز بيت وأتجوز، أو أجيب مصاريف مدارس الولاد، المشروع ده فى الممشى شغال فيه مئات العمال، ولسه هيشغل عمالة أكتر، وكل ده بيفتح باب رزق وبيحرك سوق العمل».
يقول «عبدالله»: «بالرغم من ظروف العمل الصعبة فى مواقع الإنشاءات لكننا اعتدنا على ظروف العمل، سواء من البقاء فى الشمس لساعات طويلة، خاصة أن ورديتى تبدأ من الساعة 7 صباحاً حتى الساعة 7 مساءً، ولدى بنتان لم أرَهما منذ شهر»، مضيفاً: «نبنى فى بلدنا أحسن ما نتغرب بره، ومنشفش ولادنا بالسنين، والشباب لازم يقتنعوا بالعمل المهنى ويحترموه، أنا خريج كلية تجارة، لو كنت استنيت الوظيفة مكنتش هلاقى شغل».
يقوم بعمل تركيب أعمال الكهرباء فى الممشى، مصطفى أحمد، رجل فى الأربعين من عمره، يقول: «من يومين أنا اشتغلت من 8 الصبح، لحد 4 الفجر تانى يوم، وده أمر اتعودنا عليه، المهم ننجز شغلنا بالكامل». يوضح «مصطفى» أنه شارك فى كثير من المشروعات الكبيرة خلال عمله فى شركة المقاولون العرب، قائلاً: «مشروع ممشى مدينة العلمين كان قبله مجموعة مشاريع فى وادى النطرون وميناء الدخيلة ومينا الإسكندرية، وموقف إسكندرية الجديد أنجزناه بالكامل، ومحطة الصرف الصحى فى العجمى».
محمد السيد محمد، مشرف صب الخرسانة المطبوعة، رجل فى الخمسين من عمره، يقف متابعاً العمل فى الممشى، يقول: «بدأنا شغل هنا من 4 شهور، نعمل لحساب إحدى الشركات المتعاقدة مع المقاولون العرب، الممشى بدايته من أول مدينة العلمين الجديدة إلى نهايتها، والعمل مستمر لأكثر من 2 كم، ولكن ما تم الانتهاء منه بشكل تام هو أول كم». أما عن وتيرة العمل فيقول محمد السيد إنه يشرف على أكثر من 30 عاملاً يقومون بصب الخرسانة فى الموقع، موضحاً: «مطلوب منننا شغل متميز، وتزيين الممشى من أهم الحاجات اللى اشتغلنا عليها، بالإضافة للشغل الخاص بالكورنيش وتزيينه».
بينما يقول سيف عبدالتائب، أحد أبناء محافظة مطروح، حارس: «المشاريع دى طبعاً فتحة خير على أهالى البلد، وأهل مطروح فرحانين بالمشاريع دى، وكتير منهم مشاركين فيها سواء فى أعمال البناء أو الحراسة، أو توفير الخامات ومواد البناء للمواقع، وشركات مقاولات كمان من أهل البلد مساهمين».
يضيف «سيف» أن مدينة العلمين الجديدة هى إثبات حقيقى أن الدولة المصرية تهتم بشكل كبير بأبناء المحافظات البعيدة، ولديها رؤية لتطويرها، ولفتح أبواب رزق جديدة بها، قائلاً: «خلال السنين اللى فاتت كنا حاسين إننا مهمشين، لكن دلوقتى فيه حركة وشغل ومدارس هتتبنى».
بينما يتابع أعمال البناء المستمرة فى الممشى، أسامة عبدالغنى، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، يقول: «الهدف من مدينة العلمين الجديدة أن تكون مدينة متكاملة تعمل طوال العام، وستنهى فكرة أن الساحل الشمالى مجرد مصيف»، مشيراً إلى أن المدينة بها منطقة صناعية، وأحياء سكنية، وجامعات، ومنطقة ساحلية سياحية، وهذه المدينة هى واحدة من 13 مدينة جديدة تتولى الدولة تنفيذها حالياً.
أحد العاملين بالمشروع يتفقد الأعمال