الرئيس يفتتح «مجمع المحاكيات» بالإسكندرية فى العيد الـ50 للقوات البحرية
الرئيس أثناء رفع العلم على أقدم قاعدة مصرية بعد تجديدها
سلّم الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس، قادة الوحدات البحرية المنضمة للخدمة حديثاً للقوات المسلحة مصاحف وأعلاماً، إيذاناً بدخولها للخدمة، كما رفع العلم المصرى على قاعدة الإسكندرية البحرية بعد تطويرها، ورفع كفاءتها بشكل شامل.
جاء ذلك على هامش مشاركة الرئيس فى فعاليات الاحتفال بالعيد الـ50 للقوات البحرية، والذى أقيم بمقر قيادة القوات البحرية برأس التين فى محافظة الإسكندرية، وكان فى استقباله لدى وصوله لـ«القيادة»، كل من الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، كما حضر الاحتفال المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إضافة إلى عدد من الوزراء، وكبار المسئولين، وقادة القوات المسلحة.
وعلى هامش «الاحتفال»، تفقد الرئيس الوحدات المنضمة مؤخراً لـ«القوات البحرية»، ومنها حاملتا مروحيات من طراز «ميسترال»، وفرقاطة من نوع «جوويند»، وغواصتان طراز 209 ألمانيتا الصنع، وشاهد أيضاً فيلماً تسجيلياً حول بطولات وإنجازات القوات البحرية المصرية.
وافتتح الرئيس مجمع المحاكيات، الذى يعد السابع من نوعه على مستوى العالم، وكذا هنجر الغواصات الذى يعد الأول من نوعه فى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المنشآت الجديدة، وذلك خلال تفقده قاعدة الإسكندرية البحرية بعد تطويرها.
يذكر أن مجمع المحاكيات بدأ بناؤه فى ديسمبر 2014، وتم الانتهاء منه عام 2017، ويضم كثيراً من ورش العمليات الخاصة بالسفن السطحية والفرقاطات المنضمة حديثاً للقوات المسلحة، كما يضم شاشات خاصة بالمشرفين على التدريب وقسماً آخر يضم سيناريوهات التدريب المختلفة، وشاشات أخرى خاصة بالمتدربين، وعمليات المحاكيات التى يقومون بها كما هى فى الواقع، وقسماً خاصاً بتحليل العمليات المختلفة.
«السيسى» يسلم قادة الوحدات البحرية الجديدة «مصاحف وأعلاماً».. ويرفع العلم على أقدم قاعدة مصرية بعد تجديدها.. ويشهد مناورة لتأمين حفار ضد العمليات الإرهابية
واستمع الرئيس، فى بداية الاحتفال بـ«العيد الخمسين»، إلى كلمة قائد القوات البحرية، التى استعرض فيها جهود القوات على مدار السنوات الماضية لتطوير قاعدة الإسكندرية البحرية، وكذا الارتقاء بقدرات القوات البحرية المصرية من خلال إدخال وحدات بحرية جديدة ومتطورة إلى الخدمة، فضلاً عن التدريبات المشتركة التى تقيمها القوات البحرية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة لرفع الكفاءة القتالية لأفراد القوات البحرية وفقاً لأعلى المعايير.
وأكد قائد «البحرية»، فى كلمته، أن القوات البحرية تشهد تطويراً حقيقياً يحمل معطيات العصر، بما يمكنها من الاضطلاع بمهام الحفاظ على أمن مصر القومى وحماية حدودها البحرية بكل كفاءة، بالإضافة إلى القيام بالمهام الأخرى التى تُكلف بها خارج حدود الوطن مثل مشاركتها فى حماية مضيق باب المندب فى إطار التحالف الدولى لدعم الشرعية فى اليمن.
ولفت «خالد» إلى أن القطع الجديدة التى انضمت لـ«البحرية» مؤخراً، وتم رفع العلم المصرى عليها، تأتى فى إطار خطة تسليح قواتنا المسلحة، والتى شهدت، وما زالت تشهد، تطويراً حقيقياً لمتطلبات العصر الحديث.
وشدد قائد القوات البحرية على أن المقاتلات الجديدة بمثابة تحقيق إضافة حقيقية للقدرات القتالية لقواتنا البحرية، موضحاً أن عدو مصر الرئيسى حالياً هو «الإرهاب»، وهو ما أعلنته مصر فى جميع المحافل الدولية، مشيراً إلى أننا نواجهه ونسعى لتجفيف منابعه على المستوى العسكرى والفكرى. وأشار «خالد» إلى أن قواتنا البحرية تقوم بدور حيوى فى قطع خطوط الإمداد اللوجيستى للإرهاب من نقل المقاتلين وتسليحهم عبر البحر وقيامهم بمواجهة حاسمة ضد أى أعمال إرهابية فى منطقة مسئوليتها بالبحر.
وتابع: «قواتنا فى نصر جديد تتويجاً لملحمة من الجهد والعرق لتصبح جديرة بثقة وتاريخ هذا الشعب، ولقد كانت هناك رؤية مستقبلية وحسن تقدير للأمور واستشراف من القيادة السياسية للموقف السياسى والعسكرى فى المنطقة وتقييم للتهديدات والتحديات الحالية والمستقبلية وعلى رأسها الإرهاب».
«خالد»: نقوم بدور حيوى فى قطع خطوط الإمداد اللوجيستى للإرهاب عبر البحر.. والتطوير يواكب المرحلة الفاصلة للدولة
وأضاف قائد «البحرية» أن القوات المسلحة أعادت تنظيم القوات البحرية فى أسطولين لتحقيق السيطرة والانتشار الجيد، لافتاً إلى أن القوات شرعت فى بناء قواعد بحرية جديدة فى مواقع مختارة تضمن السيطرة والانتشار فى محيط القوات البحرية.
وأوضح «خالد»، أن خطة التطوير تضمنت القواعد البحرية الحالية وكذلك تطوير الأرصفة لتسمح باستقبال حاملات الطائرات بغاطس أكبر، لافتاً إلى أن قاعدة الإسكندرية البحرية، التى تم تطويرها، هى الأقدم فى القواعد المصرية، حيث يرجع تاريخها لإنشاء حصن رأس التين فى عهد محمد على باشا.
وأشار «خالد»، إلى أنه تم الانتهاء من بناء 3734 متراً من أرصفة القواعد البحرية بزيادة 102% عما كان موجوداً من قبل، علاوة على بناء حاجز أمواج متصل بطول 5 كيلومترات، وإنشاء أكبر منشأة عسكرية لتغطية الغواصات فى الشرق الأوسط، موضحاً أنه تم استغلال نواتج التكريك لاكتساب قاعدة الإسكندرية 127% مساحة جديدة إلى مساحتها، مضيفاً: «تم تطوير شبكات الطرق وتوسعاتها وأصبحت قاعدة الإسكندرية نموذجاً لما يتم تطبيقه فى القواعد الجديدة».
وأوضح أن التدريب يضم العنصر البشرى من كافة الجوانب النفسية والتدريبية والمهام القتالية البحرية، وأن الاكتشافات الحالية لمصادر الطاقة على مسافة بعيدة من شواطئ مصر كان لها دور مهم لتحديد استراتيجيتنا واحتياجات القوات البحرية، مشيراً إلى أن «خطة القيادة هى تطوير القوات البحرية لتواكب المرحلة الفاصلة التى تعيشها بلادنا».
وشهد الرئيس وقائع المناورة التكتيكية التعبوية «ذات الصوارى 2017»، بدأت فعاليات المناورة بوصول طائرة الرئيس على سطح حاملة المروحيات جمال عبدالناصر من طراز ميسترال، وشاهد خروج وسائط الإبرار من حاملة المروحيات استعداداً لتنفيذ مهامها المخططة.
واشتملت فعاليات المناورة على تأمين أحد أهداف الدولة الاقتصادية بالبحر ممثلاً فى «حفار» ضد العدائيات غير النمطية وخطر العمليات الإرهابية، حيث تم إنزال جماعات الضفادع البشرية من على متن غواصة تمثل الجانب المعادى للهجوم على الهدف الحيوى من اتجاهات مختلفة، وقيام وحدات التأمين باكتشاف وإزالة الالغام وإبطال مفعولها، واستكمال أعمال التأمين ومطاردة العائمات المعادية والقضاء عليها، كما تضمنت تنفيذ بيان لاقتحام جزيرة حاكمة وتطهيرها من الإرهابيين.
كما أطلقت إحدى الوحدات البحرية صاروخ «سطح سطح»، لصد وتدمير إحدى الوحدات البحرية المعادية، والذى يعد واحداً من أحدث صواريخ السطح المستخدمة فى البحريات العالمية.
وشاركت طائرات الإنذار المبكر، والرافال، وإف 16، والهيلكوبتر، والغواصتين الجديتين، فى صد هجوم جوى مُعادٍ وتأمين سفينة ذات أهمية خاصة.