قلق أمريكي وأوروبي من تكرار "داعش" لهجمات مثل 11 سبتمبر
صورة أرشيفية
يحاول تنظيم "داعش" الإرهابي استئناف عملياته الإرهابية في أوروبا وأمريكا، ولكن هذه المرة عن طريق تنفيذ هجمات كبرى تشبه تفجيرات 11 سبتمبر وهذا بعد سلسلة من عمليات تعتبر بسيطة، وفقا لوزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، إلين ديوك، والمخابرات الألمانية، حيث لاتزال عودة المقاتلين الأجانب لبلادهم أكبر مصادر القلق داخل أوروبا.
وقالت المسؤولة الأمريكية الكبيرة، إلين ديوك، إن تنظيم "داعش" وإرهابيين من جماعات أخرى، يخططون لاستهداف الطائرات بهدف تنفيذ عمليات كبرى على غرار هجمات 11 سبتمبر في نيويورك عام 2001، وأوضحت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي بالنيابة، أن الجماعات الإرهابية تتخذ الهجمات الصغيرة أداة لجمع المال وجذب انتباه الناس إليها، لكنها تتطلع إلى ما هو أبعد من ذلك، وفقا لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.
وقالت ديوك، عقب لقاء وزيرة الداخلية البريطانية، أمبير رود، إن "التهديد الإرهابي لايزال كبيرا وفي مستوى عالي"، واستطردت قائلة: "تسعى المنظمات الإرهابية، سواء تعلق الأمر بداعش أو القاعدة أو بتنظيمات أخرى، إلى إحداث انفجار كبير مثلما حصل في 11 سبتمبر"، وأضافت أن المتشددين يسعون إلى إسقاط طائرة والاستخبارات على علم بذلك.
وأشارت ديوك إلى أن تبني جماعات متطرفة لهجمات صغرى في الدول الأوروبية لا يدل على أنها اعتزلت تنفيذ الهجمات الكبرى التي من شأنها أن تحدث رعبا أكبر، وأن واشنطن ولندن ربما تطرحان منصات التواصل الاجتماعي، خلال اجتماع وزراء داخلية مجموعة السبع، لبذل جهود أكبر لتطويق التطرف على شبكات الإنترنت.
وتعرضت بلدان أوروبية لمجموعة عمليات إرهابية، لكن هذه العمليات نفذت في معظم الأحيان خلال تفجيرات وإطلاق الرصاص وطعن ودهس تجمعات، لكن إذا تمكن تنظيم متطرف من إعادة سيناريو 11 سبتمبر فإن الوضع سيكون مختلفا، حسب "سكاي نيوز".
وفي سياق متصل، قالت المخابرات الداخلية الألمانية، اليوم، إن أكثر من 950 شخصا من ألمانيا انضموم لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وحوالي 20% منهم نساء و5% قاصرين، في الوقت الذي ينهزم فيه تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، لذا من المتوقع أن تعود الكثير من النساء مع أطفالهن، معربة عن تخوفها من تحول هؤلاء القاصرين لإرهابين جدد، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وأعلن مدير المخابرات الألمانية، هانز جورج ماسن، أن على ألمانيا أن تستعد لخطر انتشار التطرف بين الأطفال قائلا: "نرى الخطر المتمثل في عودة الأطفال الذين خالطوا الإرهابيين وتلقوا تعاليم منهم من مناطق الحرب إلى ألمانيا. وربما يسمح ذلك بنشأة جيل جديد من الإرهابيين هنا"، كما ذكرت "سكاي نيوز".
ونفذ صبي ألماني عراقي يبلغ من العمر 12 عاما محاولة فاشلة لتفجير عبوتين ناسفتين في بلدة لودفيجشافن غربي ألمانيا، العام الماضي.
وتعتزم الحكومة الألمانية تشريع قوانين جديدة تفيد بزيادة ميزانية الإنفاق على أجهزة الأمن والاستخبارات، كما ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، أن جهاز الاستخبارات الاتحادي من المقرر أن يتسلم قمرا اصطناعيا خاصا به، ويعتمد الجهاز حاليا على صور الأقمار الاصطناعية التي يلتقطها الجيش الألماني أو أجهزة استخبارات حليفة.
وتضاعفت مؤخرًا مخاوف دول أوروبا، من عودة المقاتلين الأجانب مرة أخرى، بعد سفرهم للقتال في سوريا والعراق، حيث إنهم سيعودون هذه المرة بأعداد كبيرة وخبرة قتالية اكتسبوها من القتال إلى جانب الإرهابيين الآخرين، علاوة على رغبتهم في القتال مرة أخرى، بعد انهزام تنظيم "داعش" في كثير من معاقلها الرئيسية.
ويبلغ عدد المقاتلين الأجانب الأوربيين، في صفوف التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، حوالي 5 آلاف مقاتل؛ أغلبهم من فرنسا وبلجيكا، وعاد ثلثهم إلى بلادهم، وذلك وفقا لما قاله منسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي.
وذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية، أنه يوجد ما يقرب من 2000 إلى 2500 مقاتل أجنبي، ما زالوا يقاتلون في سوريا والعراق.
وعددت تقارير استخباراتية بريطانية، أسباب عودة المقاتلين الأجانب مرة أخرى إلى أوروبا، كاشفة أن تنظيم "داعش" الإرهابي، يسعى بعد انهزامه في سوريا والعراق إلى استمراريته من خلال تنفيذ عمليات إرهابية خارج معاقله الرئيسة، ليبقى موجودًا على الساحة.