اللواء «صلاح»: أتوقع علم الإرهابيين بالمأمورية قبل وصولها
اللواء دكتور شوقى صلاح
قال اللواء دكتور شوقى صلاح، خبير مكافحة الإرهاب، الأستاذ بأكاديمية الشرطة، إن اشتباكات الواحات البحرية مثّلت مفاجأة للقوات على المستوى التكتيكى نظراً للطبيعة الجغرافية للمنطقة وتطور تسليح الإرهابيين، لافتاً إلى أن تلك العناصر من المحتمل أن تكون دخلت البلاد عبر الدروب الصحراوية، مقبلة من الجانب الليبى.. وإلى نص الحوار:
كيف تابعت حادث الواحات وتداعياته حتى الآن؟
- وفقاً لما جاء فى بيان وزارة الداخلية، فقد وردت معلومات لقطاع الأمن الوطنى تفيد باتخاذ بعض هذه العناصر الإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكاناً لاختبائها، فتم إعداد مأمورية لمداهمة تلك العناصر وحال اقتراب القوات واستشعار تلك العناصر بها قامت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، حيث قامت القوات بمبادلتها إطلاق النيران، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة، ومصرع عدد من هذه العناصر، ولذلك فإن ما حدث هو أن أجهزة الأمن تلقت تلك المعلومات عبر مصادر معينة وبالفعل كانت معلومات صحيحة، لكن يبدو أنها لم تكن كافية، حيث لم تصف الوضع بدقة، وبالتالى تحركت المأمورية من قطاع الأمن الوطنى وأمن الجيزة والأمن المركزى، وأعتقد أن تسليح القوات لم يكن بالقدر الذى يسمح بالتعامل مع أسلحة ثقيلة، وأتوقع أن المعلومات كانت تفيد بأن تلك العناصر الإرهابية مسلحة تسليحاً عادياً، ومجرد عبوات ناسفة وأسلحة آلية وأحزمة ناسفة، لكن الوضع على الأرض كان مختلفاً.
هل تعتقد بوجود خيانة تسببت فى هذا القدر من الخسارة؟
- لا، بالطبع هذا لم يحدث، لأنه يتعارض مع المنطق وطبيعة الضباط والمشاركين فى تلك المأمورية، الأوقع أن تلك المأمورية مثلاً تم رصدها، لأنها كانت تسير على طريق مكشوف وطويل جداً ومحفوف بالصحراء من الجانبين، وأتوقع أن عناصر إرهابية تمكنت من مشاهدة القوات وإبلاغ زملائهم الذين تمكنوا من الاستعداد جيداً ونصبوا كميناً لقوات الشرطة التى فوجئت بالتسليح وكثافة النيران.
أستاذ أكاديمية الشرطة: كان يجب توفير غطاء جوى لحماية القوات
إذن، أين الخطأ؟
- أعتقد أنه كان يجب أن يكون هناك غطاء جوى مرافق للمأمورية وليس بعدها، لأنه لو كان هناك دعم مرافق للمأمورية كان بإمكانه السيطرة على تفوق الإرهابيين من ناحية التسليح.
ما طبيعة تلك المنطقة التى شهدت العمليات؟
- هى منطقة صحراوية شديدة الوعورة، وبها دروب تؤدى إلى ليبيا ومناطق جبلية شديدة التحصين، إضافة إلى أنها تعد مركزاً لشركات البترول العاملة فى حفر الآبار وما حدث منع كارثة كبرى كان يستعد الإرهابيون لتنفيذها.
قلت إن العملية مثّلت مفاجأة على المستوى التكتيكى كيف؟
- بالطبع لأن القوات لم تتخيل أن يكون لدى هؤلاء الإرهابيين ذلك القدر من التسليح بأسلحة آر بى جى ومتعدد وقاذفات.
كيف يمكن القضاء على تلك البؤر؟
- هناك عشرات المأموريات الأمنية الناجحة التى توجهها وزارة الداخلية بشكل يومى وأعتقد أن تلك المأمورية كانت مثل غيرها لكن التسليح كان مفاجأة، لذلك أعتقد أن من الضرورى جداً جمع معلومات دقيقة عن الجماعات الإرهابية فى تلك المنطقة وتطبيق قانون الطوارئ وحظر سير المركبات على الشريط الحدودى فى تلك المنطقة بالكامل حتى يسهل منع وصول الإمدادات، أو تسلل تلك العناصر.