كيف تعاملت قوات الأمن مع الإرهابيين في "معركة الواحات"؟
جثث إرهابيي "الواحات"
ألقى الحادث الإرهابي في طريق الواحات بالجيزة الضوء على التعامل الأمني والتكتيكي مع مثل هذه العمليات الخطيرة، من حيث آلية الهجوم والانسحاب التكتيكي وتأمين الجوانب، وغيرها من الخطط.
يقول اللواء محمد مطر، مدير أمن شمال سيناء الأسبق، إنه وفي حالة الإبلاغ بوجود مأمورية ما يتم التقصي والتحقق منها في البداية ومن ثم يتم التعامل مع الحادث بحسب قوته وعنفوانه، موضحا أنه أحيانا وعندما يكون الأمر غير متضح للقوات تنسحب تكتيكيا والذي يتم من أجل الحصول على مكانة قتال أفضل مما عليها القوات في حين استهدفوا بشكل مباشر.
وأضاف مطر، في تصريح لـ"الوطن"، أنه ما إذا وقعت إصابات أو وفيات يتم تأمين جوانب الموقع لدخول سيارات الإسعاف التي تنقل الضباط والمصابين ومن بعدها يبدأ التعامل من جديد، موضحا أنه لم يحدث من قبل أن يهرب أحد الضباط أو الجنود من مكان المعركة وذلك لعدم إلصاق وصمة عار به طوال حياته.
وأكد مدير أمن شمال سيناء الأسبق أنه في بعض الأحيان تقوم قوات الأمن بتراجع تكتيكي، للحصول على مكان أفضل لصد الهجوم وإلحاق الخسائر بالعدو، مختتما: "لو القوات اللي معاهم مش كفاية بيتم التراجع التكتيكي للحفاظ على العتاد والأرواح لحين وصول التعزيزات".
وفي السياق ذاته، يقول اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن قوات الأمن في الواحات لم تنفذ أي خطة للإجلاء وذلك لأنهم أصروا على التقدم وضرب الإرهابيين وهو الأمر الذي عاد عليهم بعدها باستشهاد عدد من الضابط والجنود بسبب اعتلاء الإرهابيين لأحد التلال وضرب القوات أثناء تمركزها في منطقة سفلى.
وأضاف المقرحي في تصريح لـ"الوطن"، أن حماس القوات المتواجدة في المكان لم يجعلهم يفكروا بإعادة الكرة مرة أخرى بعد تنفيذ التراجع التكتيكي فقام عدد منهم بصعود التل دون العودة إلى الخلف، موضحا أنه قد تعلم خلال عمله في الوزارة بأن "اللي بيركب البيت بيضرب اللي في الشارع بسهولة" وهو ما حدث للقوات غير أن حماسهم ورغبتهم قتل الإرهابيين واصطياد الضابط السابق بالقوات المسلحة هشام العشماوي لأنه كان صيدا ثمينا وهو ما لم يحدث بسبب هروبه.
وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان لها، اليوم، أن عملية الواحات التي وقعت مساء أمس، قد أسفرت عن مقتل 16 من القوات الأمنية وإصابة 13 آخرين وفقدان أحد الضباط، وقالت الوزارة إن البحث جار عن ضابط مفقود خلال المداهمات، مؤكدة أن العملية أسفرت عن مقتل وإصابة 15 مسلحاً وعمليات التمشيط ما زالت مستمرة.