"شاركت في حرب أكتوبر، ورأيت الموت بعيني.. ولم أر بعدها" هكذا يتذكر بالكاد حكايات النصر، والوقوف على الجبهة، الذكريات مجرد لقطات في الذاكرة، يراها بقلبه، لا تسعفه عينيه المتعبتين على استعادتها، فيغيب في دموعه الحارة حين يدرك علته.
عزة نفس عم "سعيد حسن" الذي شارك في انتصارات حرب أكتوبر، تهون عليه الوجع، فهو خارج مظلة التأمين الصحي الذي يكفي العديد من المواطنين شر السؤال عند المرض، "عندي مياه بيضا على عيني، مش عارف أشوف بيهم، ولا اشتغل، ولا أخدم نفسي"، يتحدث ساخطا على تضحياته، وسنوات العمل والشقاء، راضيا بحاله، "مفيش بإيدي غير الدعاء".
عم "سعيد" يعيش وحيدا، حيث لم يكون عائلة مثل بقية أقرانه، وخرج بمعاش مبكر يكفي بالكاد قوت يومه،"حال الدنيا.. لا الصحة باقية.. ولا حد بيسمع شكوتي.. خايف أموت لوحدي".
يلملم الرجل السبعيني أوجاعه، ثم يجمع بضاعته في صمت، ويسرح في شوارع الغورية، حيث تحمله أقدامه إلى وجهة لا يبلغها إلا بشق الأنفس، "بشتري بفلوس المعاش بضاعة شباشب، وببيعها، ربنا يرزقني، ويخفف عني".
يتمنى "سعيد" الستر بقية أيام حياته، "نفسي أي دار رعاية تتباني، والتأمين الصحي يساعدني أتعالج" هكذا يحلم.. فهل من مجيب؟
تعليقات الفيسبوك