بعد تصريحات عرفات.. لماذا ترغب مصر في التعاون مع فرنسا بمجال النقل؟
الدكتور هشام عرفات
مجال النقل.. كان أحد المحاور الأساسية الحاضرة بقوة في إطار زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحالية لفرنسا، التي تستغرق 3 أيام، لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي المشترك.
وأكد الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، أن مصر ترغب في أن تواصل فرنسا التعاون مع مصر لاستكمال الخط الثالث من مترو الانفاق ليصل إلى هليوبوليس ثم إلى مطار القاهرة حيث يتم التفاوض مع الجانب الفرنسي لتمويل المراحل القادمة من الخط الثالث.
وشدد على أهمية مشروع مترو الأنفاق بالنسبة لمصر خاصة مع خفض الدعم وزيادة أسعار الوقود مما جعل المواطنين يشعرون بأهمية النقل الجماعي، لافتا إلى أن معيار تقدم الشعوب ليس في أن يضغط محدود الدخل على ميزانيته لشراء سيارة بالتقسيط وإنما معيار تقدم الدول هو أن يترك القادر سيارته ويركب مواصلات حضرية محترمة.
وتعتبر فرنسا شريكا استراتيجيا لمصر في مجال النقل بصورة خاصة حيث بدأ التعاون معها في مشروع مترو أنفاق القاهرة من 37 عاما من خلال دعم فني فرنسي كبير لهذا المشروع بخطوطه الثلاثة، مما شكل قصة نجاح نعمل على أن تستمر، بحسب وزير النقل.
وهو ما أيدّه الدكتور عماد نبيل، استشاري النقل والمرور الدولي، بقوله إن فرنسا من أكثر الدول الأوروبية تقدما في البنية التحتية، بجانب ألمانيا وتليهم أسبانيا، موضحا أن لدى باريس تجربة رائدة في إنشاء المرحلة الأولى من مترو الأنفاق بالقاهرة وإدارتها لمدة 10 أعوام ثم نقلها إلى الشركة المصرية، وفي ذلك الوقت حققت نجاحا كبيرا وساهمت في نقل الخبرة إلى المصريين المسئوليين وقتها.
وأكد نبيل لـ"الوطن"، أن طلب ذلك التعاون من فرنسا وتوقيع اتفاقيات في مجال النقل بشكل عام خطوة جيدة من الجانب المصري وستحسن جودة العمل فيها، مشيرا إلى أن باريس من أنسب الدول للقيام بتلك المهمة، لنقل الخبرات والتطوير إلى البلاد من خلال التكنولوجيا الحديثة، منعا لإهدار الوقت والجهد والأموال.
ولفت إلى أن مترو الأنفاق في فرنسا حاليا يشهد تطورا ضخما، يتمثل في أن كافة القطارات أصبحت تعمل بالنظام الإلكتروني الكامل، أي أنها بدون سائق ويتم التحكم فيها عن طريق الغرف المركزية، فضلا عن الأرصفة المعزولة عن الوحدات، ووضع حواجز زجاجية يتم تشغيلها إلكترونيا على حواف الأرصفة لمنع الاحتكاك والتدافع بين المواطنين وحوادث القطارات أيضا، بالإضافة إلى مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة، واستغلال الأرصفة لبيع كل ما يحتاجه المواطن.
وشاركه في الرأي نفسه، الدكتور مصطفى صبرى، أستاذ هندسة المرور والطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، مضيفا أن فرنسا ستمثل إضافة كبيرة لمصر في التعاون بمجال النقل، لخبرتها السابقة الضخمة في العمل بالبلاد.
وتابع أن الهدف من ذلك التعاون هو نقل الخبرة الفرنسية في مجال إدارة المشاريع للمصر التي تمتلك بدورها قوى بشرية ضخمة في مجال التخطيط، حيث سبق بالفعل تحديد خطوط المترو الجديدة وسبل تطويرها بالإضافة لغيرها من وسائل النقل، والتي تنتظر التنفيذ الفعل لها بالإدارة الجيدة وهو ما سيقع على عاتق فرنسا خلال الفترة المقبلة، قائلا إن تلك الخطوة جيدة للغاية في مجال النقل بمصر.