مذكرات بطرس غالي توافق حديث "الفقي": مبارك لم يحبذ ترشحي للأمم المتحدة
بطرس بطرس غالي
"تقسيم الوزارة بينه وبين عمرو موسى، والموافقة على ترشحيه كأمين عام للأمم المتحدة، وأن يسافر مع الرئيس خلال زيارته لبريطانيا"، 3 رسائل زعم الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الأمين العام الراحل للأمم المتحدة بطرس غالي، طلب منه إبلاغها بعد تولي عمرو موسى وزارة الخارجية، مضيفًا، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" أن الرئيس رفض المطلبين، ووافق على ترشحه لمنصب الأمم المتحدة بعد الضغط عليه.
هذه النقاط الثلاث لم يتحدث بطرس بطرس غالي إلا عن واحدة منها في لقاءه المسجل في العام 2004 في برنامج "شاهد على العصر" مع المذيع أحمد منصور، وهي قصة ترشحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة.
قال غالي إن الرئيس الأسبق مبارك لم يؤيد ترشحه في البداية، وكان "غالي" تحدث إليه بعد اقتراح رؤساء أفارقة عليه الترشح للمنصب، مضيفًا أن مبارك رفض لسببين، الأول هو تعيينه في منصب جديد وهو نائبًا لرئيس الوزراء بعد ما كان وزير دولة للشؤون الخارجية، واعتبر غالي أن سبب الرفض هو الاعتقاد بأنه يتهرب من المنصب الجديد.
أما السبب الثاني الذي اعتبره غالي أكثر منطقية هو أنه إذا فشل أو لم ينجح فسيتسبب في هزيمة مصر، وكان رد بطرس" حينها أنها انتخابات عامة كما الانتخابات الداخلية وأن الانسان قد ينجح أو لا، وعدم النجاح لا يعتبر بمثابة هزيمة للدولة، مشيرًا إلى أن مبارك وافق بعد تردد كما أنه وافق على مساعدته في حملة الترشح حتى الفوز بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة في في العام 1992 وحتى ديسمبر 1996.
لم يشر غالي في حديثه إلى إرادته تقسيم وزارة الخارجية بينه وبين عمرو موسى، بينما قال الأخير في مذكراته "كتابية" التي تناولها الكاتب الصحفي سمير عطالله سلسلة مقالات في صحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان "عمرو موسى يتذكر".
ذكر عطالله في مقاله المأخوذ عن مذكرات "عمرو موسى" أن ترشح غالي للأمم المتحدة جاء خلال زيارته إلى الكونغو، واجتمع إلى رئيسها موبوتو سيسي سيكو. وقال له موبوتو إن أفريقيا تعد قائمة باسم مرشحيها لمنصب الأمين العام، فلماذا لا يضع اسمه على القائمة؟ وأجاب غالي بأنه ليس لديه تعليمات من الرئيس مبارك في هذا الشأن. قال موبوتو، ضع اسمك الآن، ثم تقرر في ضوء جواب مبارك.
وحينما عاد غالي إلى القاهرة وفاتح الرئيس في الأمر. وافق، لكنه أحاله على وزير الخارجية. وكان الدكتور مصطفى الفقي، سكرتير الرئيس للمعلومات، قد قال في دراسته إن الترشيح يتطلب موازنات وحملة كبرى واتصالات مع الدول الصديقة، وخصوصاً، الدول الكبرى.، وتستكمل المذكرات اليت أشار إلها "عطالله" أن عمرو موسى بدأ اتصالاته مع وزير خارجية أميركا جيمس بيكر، الذي أبلغه أنه يشك في إمكان نجاح غالي. لكن غالي تجاوز الاعتراض الأميركي. وأعتقد أن فرنسا لعبت دوراً في ذلك. بالنسبة إليها، لم يكن فرانكوفونياً ممتازاً فحسب، بل أفريقياً – عربياً أيضاً. بقية القصة وخاتمتها على يد المسز أولبرايت معروفة. لقد استخدمت الفيتو في مجلس الأمن ضد 14 دولة أخرى، لكي لا يتم التمديد «للباشا» الذي تجرأ على الإكثار من اللاءات في وجهها.
وتابع: حدثت المعركة، وأصبح غالي أميناً عاماً. ويروي موسى أن مندوب مصر الدكتور نبيل العربي، جاء يهنئه بالفوز فقال له: «شوف بقى يا نبيل، أنا بقيت دلوقت على قمة العالم. أنا بطرس باشا. صاحبك عصمت عبد المجيد يا دوب بيه... أمين عام الجامعة العربية. وعمرو موسى شرحو، يا دوب وزير خارجية مصر. أما أنا، بطرس باشا، على رأس العالم كله».