محلل فلسطيني لـ"الوطن": وعد بلفور يشكل حجر الزاوية للمشروع الصهيوني
وعد بلفور - صورة أرشيفية
قال المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور نعمان فيصل، إن الضربة التي وجهها الإنجليز للعرب بالشروع في تأسيس الوطن القومي اليهودي في فلسطين على أرضية تنفيذ وعد بلفور وما سبقه من إجراءات، يمثل تجزئة للبلدان العربية، من خلال سياسة "فرق تسد"، وكانت من أوجع الضربات أثراً في كيان العرب وأهدافهم، وكانت أشدها وطأة على شعب فلسطين، إذ كتب على هذا الشعب أن يبقى صاحب قضية لا صاحب وطن.
وأضاف فيصل لـ"الوطن": "كان وعد بلفور بمثابة إرادة دولية إمبريالية، شكلت حجر الزاوية للمشروع الصهيوني، وتجسد ذلك الوعد واقعاً مريراً، بما تضمنه من تزوير تاريخي، وإنكار لحقوق شعب فلسطين، وإهدار لها، خاصة حقه في تقرير مصيره".
وأشار إلى أنه رغم مرور مائة عام على وعد بلفور، وعصر العولمة، وتراجع النفوذ الاستعماري ومؤسسات حقوق الإنسان، واندثار العنصرية إلا أن ثقافة السيطرة وانتهاك الحقوق لم تفارق العقلية التي تتحكم في مصائر الشعوب المضطهدة، والتي يشكل الشعب الفلسطيني أبرز صورها.
وأوضح أن من أشد ما يؤرق الضمير الإنساني أن تحتفل بريطانيا بالذكرى المئوية لوعدها، الذي أصبح يعتاش على أنقاض مقدرات الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي لم يشن لأحد يوما، وكان حرياً بزعيمه الاستعمار العالمي سابقاً أن تعتذر وعلناً للشعب الفلسطيني، والأمة العربية، وتعويضه، ولكن الضمير العالمي كان ولم يزل متردياً.
وقال: "في هذه المناسبة، لا بدَّ من التأكيد أن شكوى بريطانيا للجنائية الدولية وحقوق الإنسان، هو حق شرعي وطبيعي لمحاسبتها على ما اقترفته بحق الفلسطينيين، ولكن مَن يجرؤ على امتلاك القوة التي يمكنها تصحيح مسار تاريخي خاطئ؟".
وأكد أنه رغم استمرار تداعيات وعد بلفور، "نحن نكتب بلا تردد، لنسجل مأساة شعب فلسطين، وما خلفوه وراءهم عند اقتلاعهم من مدنهم وقراهم، والأمل يراودهم بالعودة إلى ديارهم التي ما تزال مفاتيحها في جيوبهم، ولا يعرفون اليأس ولا القنوط مهما تكررت العثرات، وتوالت العقبات، وذلك لإيمانهم بالممكن بكل معانيه وأبعاده، والتصدي للأكذوبة القائلة (أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض)، ولنؤكد على عدالة قضية شعبنا وهويته العربية، وتراثه المادي والمعنوي، وكلنا ثقة بأن الشعب الفلسطيني الذي صمد طوال ألوف السنين، برغم جميع المآسي والكوارث والحروب والاحتلالات، لن يُقضى عليه؛ بل سيعود إلى أرضه، مهما تلبد الأفق بالغيوم، وطال الدرب، وتراجع الحق، كما عاد بعد كل محنة مرت به".