104 ملايين نسمة كفاية عيال
الزيادة السكانية
وبينما انشغلت الحكومة بالأزمة الاقتصادية وما تبعها من أزمات، وانشغل المواطن بـ«لقمة عيشه»، ووقفت السينما طويلاً عند محطة «السبكى» لتنتج مزيداً من الأفلام التى تهدف إلى الربح فقط، توقفت الساعة السكانية عند الرقم «104.000.000»، معلنة وصول عدد سكان مصر إلى 104 ملايين نسمة. حالة من الصمت سيطرت على الجميع وكأن الزمن توقف للحظات، اشرأبت الأعناق لأعلى، وحدقت العيون فى الساعة المضيئة بالأحمر لتتأكد من ذلك الرقم المفزع، ومع حلول المساء عادت قضية الزيادة السكانية لتحتل مساحة كبيرة من برامج التوك شو، مذيعون يلقون باللوم على الحكومة متهمين إياها بالتقصير فى تقديم حل كاف شاف لهذه الزيادة، وآخرون اتهموا المواطن بالتخلف والجرى وراء «العزوة». أما الحكومة فأخرجت من أدراجها استراتيجية أطلقت عليها «طفلين وبس» للحد من الكثافة السكانية وكأنها كانت تنتظر وصول عدد السكان إلى 104 ملايين لتبدأ فى تنفيذ خطة محكمة تسعى إلى إقناع كل أسرة بالاكتفاء بطفلين حتى لا تقضى الزيادة السكانية على الأخضر واليابس، وتحطم كل الآمال فى تنمية اقتصادية تكفل حياة كريمة للمصريين بعد 6 سنوت عجاف عاشها الجميع من بعد ثورة 25 يناير.
توقف الحملات الإعلانية التى تستهدف سكان الوجهين القبلى والبحرى، وضعف تأثير مراكز تنظيم الأسرة التابعة لوزارة الصحة، وارتفاع أسعار موانع الحمل ونقصها الشديد بعد الأزمة الاقتصادية وتعويم الجنيه، واستمرار الموروثات الاجتماعية التى تشجع على كثرة الإنجاب، كل هذه المعطيات أدت إلى الوصول إلى هذه النتيجة، وإن لم تنجح الحكومة فى خطتها الحالية لن يتوقف عداد الساعة السكانية عن الزيادة كل يوم.