طريق «أم زغيو» بالإسكندرية.. «مصيدة» لسيارات النقل الثقيل بسبب نقص الخدمات
سوء خدمة الطرق فى الإسكندرية يساعد على تكرار الحوادث
من شريان رئيسى لتخفيف العبء على طريق الإسكندرية الصحراوى وطريق مرسى مطروح الساحلى، إلى بركة لمياه الصرف الصحى، هذا هو حال طريق «أم زغيو»، الذى يربط الصحراوى بقلب مدينة الإسكندرية من الجهة الغربية، بسبب سوء حالته، ونقص الخدمات عليه، مما أدى إلى انتشار الحُفر به، التى أصبحت بمثابة «مصيدة» يسقط فيها الكثير من سيارات النقل يومياً، الأمر الذى يتسبّب فى إتلاف البضائع، وتكبيد التجار والسائقين خسائر مالية فادحة.
ويربط طريق «أم زغيو» بين ميناء الإسكندرية ومدينة «العامرية»، ويمتد إلى الكيلو 21 المؤدى إلى الطريق الدولى والصحراوى، مما يجعل منه طريقاً محورياً لتسهيل الحركة المرورية، وتخفيف ضغط سيارات النقل الثقيل «اللورى» على طريق مطروح، مروراً بمنطقة «الدخيلة»، حتى «وادى القمر»، وصولاً إلى الطريق الدولى، بعد الخروج من الإسكندرية. وشكا الكثير من السائقين وأصحاب شركات نقل البضائع والتجار، من تحول الطريق إلى «مصيدة للموت»، نتيجة تدهور حالته بعد غياب جميع الخدمات والبنية التحتية، وتهالك شبكة الصرف الصحى وطبقة الأسفلت، وعدم وجود إنارة كافية، مما يتسبّب فى وقوع الكثير من الحوادث، وانقلاب السيارات يومياً.
واتهم «إسلام عمر»، أحد سكان المنطقة، 38 سنة، أصحاب شركات الأخشاب على طريق «أم زغيو»، بأنهم أحد أسباب تهالك الطريق، حيث يقومون بتحميل سياراتهم بحمولات أكثر من المقرّرة، مما يؤدى إلى حدوث هبوط فى أرضية الطريق، مع عدم توافر أى خدمات عليه، مما يتسبّب فى وقوع الكثير من الحوادث، مؤكداً أن الطريق لا يمكن الاستغناء عنه، لأنه يوازى طريق «إسكندرية - مطروح»، واستخدامه من قبل سيارات النقل الثقيل، يسهل الحركة المرورية، ويساعد على عدم الازدحام بالطريق العام.
المحور الموازى للطريق الساحلى يتحول إلى «بركة» للصرف.. والأهالى: شركات الأخشاب السبب
وقال «متولى مرسى»، سائق، 52 سنة: إن «طريق أم زغيو يحتاج إلى وضع كمائن أمنية على المحور الرئيسى بغرب الإسكندرية، لمنع حوادث السرقات وتثبيت السيارات، فى ظل عدم وجود إنارة كافية، أثناء وضع حمولاتنا بالمخازن، والخسائر كبيرة بسبب تهالك السيارات». كما أشار إلى أن الحفر الناتجة عن هبوط الأرض، ومخلفات البناء، التى تنتشر على الطريق، تتسبّب فى عدم اتزان السيارة، مما يؤدى إلى سقوط البضائع وإتلافها.
أما «ياسر خيرالله»، من إحدى القبائل بالمنطقة، فقال إن «طريق أم زغيو يعد شرياناً حيوياً بغرب الإسكندرية، لكن الإهمال تسبّب فى تدهور حال الطريق، حتى غمرته مياه الصرف الصحى، مما أدى إلى تآكل الطبقة الأسفلتية، الأمر الذى يتسبّب فى وقوع الكثير من الحوادث يومياً، كما أن أعمدة الإنارة تالفة ولا تعمل نهائياً، فى ظل غياب الصيانة الدورية».
ولفت «محمد إبراهيم»، أحد سكان حى «العجمى» بالإسكندرية، إلى أنه تم إعادة ترميم الطريق مرتين، لكن ليس بكفاءة عالية تؤهله ليتحمّل سيارات النقل الثقيل. وأضاف أنه يتوجّه إلى عمله يومياً على الطريق، مستخدماً سيارته الخاصة، ويستغرق وقتاً طويلاً بسبب الحُفر المنتشرة على طول الطريق، وإلقاء الكثير من سيارات النقل مخلفات البناء عليه، مما يجعله «مقبرة» للمواطنين، بسبب كثرة وقوع الحوادث عليه.
من جانبه، أكد النائب المهندس حسن خيرالله، عضو مجلس النواب عن دائرة الدخيلة، أنه تقدم بطلب إحاطة إلى وزير الإسكان، أكد فيه أهمية الطريق، باعتباره طريقاً موازياً لطريق «إسكندرية - مطروح». وأضاف أنه عند إصلاح الطريق سيساعد على تخفيف حدة الزحام المرورى بباقى الطرق، بالإضافة إلى وجود ما يقرب من 300 شركة تقوم بنقل حمولاتها عليه. ولفت إلى أنه تم إصلاح الطريق عدة مرات، لكن بشكل خاطئ، مما أدى إلى تدهوره مرة أخرى. وطالب بإعادة تمهيد الطريق ورصفه، حسب المواصفات القياسية، مشيراً إلى أن ما يقرب من 30 ألف مواطن يستخدمون الطريق يومياً.
من جانبه، أكد اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه يجرى الآن بحث سُبل التعاون بين شركة «الحديد والصلب»، وحى العجمى والمحافظة، لإعادة تجديد شبكة الصرف الصحى، والانتهاء من المشكلة فى أقرب وقت.