انطلاق الموسم الثاني لصالون "الحضارات" بعنوان "العراق ما بعد داعش"
افتتاحية الموسم الثانى لصالون الحضارات
افتتح الدكتور محمد أبوكلل، ممثل تيار الحكمة العراقي في مصر، الموسم الثاني لصالون الحضارات، أمس، تحت عنوان: "العراق ما بعد داعش، التقسيم أم الدولة الوطنية؟"، موضحاً أن هذا الموسم كان من المفترض أن يتم إطلاقه في شهر نوفمبر المقبل إلا أنه تم تبكيره بسبب مستجدات الأحداث على الساحة العراقية وما جرى من استفتاء على استقلال إقليم كردستان، مشيراً إلى أن أزمة الاستفتاء ستزيد من الدولة العراقية صلابة وأن العراق قادر على فرض سيادته على كل أراضيه، بعد أن أخرج داعش للدولة العراقية جيشاً قوياً وشعبا موحداً.
وشهد الصالون الذي أقيم في أحد فنادق القاهرة، حضور عبدالله الزيدي مسؤول الملف الكردي في التحالف الوطني العراقي، والسفير العراقي بالقاهرة حبيب الصدر، والقيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي ووزيرة الإعلام السابقة درية شرف الدين، والدكتورة أمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية، واللواء محمود خليفة المستشار العسكري لأمين العام جامعة الدول العربية، والكاتبة فريدة الشوباشي، والدكتورة نيفين مسعد، وعدد من الدبلوماسيين ورؤساء الأحزاب المصرية.
من جهته، قال عبدالله الزيدي، مسؤول الملف الكردي بالتحالف الوطني العراقي، إن عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي، في ظل دعوات وإصرار مستمر من الإقليم على الاستقلال، وأن الجانب الكردي كان يرسل رسائل بأن الشراكة مع بغداد ستنتهي رغم قيام التحالف الوطني بجهود كبيرة لتحقيق تفاهمات بين الحكومة والإقليم، مشيراً إلى أن هناك 5 أحزاب رئيسية في إقليم كردستان مؤثرة وهي الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الديمقراطي والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي وحزب التغيير، وأن من شارك في المفاوضات مع التحالف الوطني ثلاثة أحزاب فقط الحزب الديمقراطي وجزء من الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الاتحاد الإسلامي كما حضر ممثلون عن الأيزيدين والمسيحيين داخل كردستان، وأن من شارك في المفاوضات حوالي 60% من البرلمان الكردستاني من الناحية السياسية.
وأضاف "الزيدي"، أنه تم تحديد 9 نقاط خلال المفاوضات بهدف طمأنة الكرد بأن الفيدرالية ستكون حقيقة وليس هناك أي نية لضرب النظام الفيدرالي وأن يصلهم حقهم في الموازنة، متابعاً: "شرحنا لهم أن النفط لا بد من تصدره شركة سومو التابعة لوزارة النفط العراقية وأن قضية التصدير ستكون محصورة في يد الحكومة العراقية وبيعه وتسويقه، وحصلوا على وعد بحل قضية الرواتب المتأخرة إذا ما سلمت الدفوعات النفطية بشكل واضح وصريح وليس فيه شك أو لبث، إلا أنهم كانوا مصرين إصرارا على قضية الاستفتاء وأنهم كانوا يطمئنون من باب إذا وافق الشعب على الاستفتاء فلن يذهب إلى الانفصال مباشرة ولكن تؤجل إلى حيث تتوافر الظروف السياسية، وقلنا لهم إن هذه الظروف الموضوعية التي تتحدثون عنها هي موقف استفزازي"، مشيراً إلى أنه تم تحديد جلسة أخرى بعد أن يتدارس الكرد الموضوع ولكن عندما رجعوا إلى بغداد كانوا غير مستعدين لأي تفاوض حقيقي.
الزيدي: عمار الحكيم أطلق مبادرة لحل أزمة كردستان.. والكرد لم يكونوا مستعدين للتفاوض بعد رجوعهم لبغداد
وتابع مسؤول الملف الكردي في التحالف الوطني العراقى: "حاولنا أن نثنيهم وقلنا ما الحل الذى فى جعبتكم غير قضية الاستفتاء لكن قالوا لا بد من المضى فى قضية الاستفتاء ومعركة الشارع فى قضية الانفصال، وجرى الاستفتاء"، موضحاً أن هناك تحفظات شديدة فى إدارة الاستفتاء وكانت طريقة إدارتها بدائية وبدا فيها تزوير بشكل واضح وانتشرت على وسائل التواصل حالات التزوير، مرجحاً أن تكون نتيجة الاستفتاء الحقيقة هي 40% فقط مشاركة، مشيراً إلى أن رفض بعض الأحزاب الكردية الاستفتاء سيكون عامل ضغط على الإقليم للعدول عن موقفه.
وأضاف حبيب الصدر السفير العراقي بالقاهرة، أنه لا يوجد سبب يدفع الإقليم إلى الانفصال لأنه يتمتع بوضع فريد، وأنهم دولة داخل دولة لهم رئيس ورئيس حكومة وبرلمان ويديرون شؤونهم بأنفسهم وهم يقاسمون بقية أفراد الشعب العراقي في المناصب في بغداد من قمتها الذى هو رئيس الجمهورية إلى أدنى المناصب، وأنه بوزارة الخارجية بها 600 دبلوماسى من المكون الكردى، وفى أفضل المواقع، مشيراً إلى أن الكرد نظموا حملة إعلامية بها مزيج من الأكاذيب والافتراءات ليس لها أساس من الصحة لكى يسودوا قضية الاستفتاء وقاموا بشتم شركائهم وخطابات كراهية، موضحاً أن هناك جيلاً أو جيلين نشأ فى كردستان لا يتكلم العربية، ويثقف ثقافة بأن كردستان مقموعة من قبل بغداد وأن الشاب الكردستانى يجب أن ينهض من أجل استقلال كردستان وكل هذا كان يبث للطلاب بالمدارس.
السفير العراقي بالقاهرة: الأكراد نظموا حملة افتراءات.. ولا يوجد سبب يدفعهم للانفصال
وحول الوضع العسكري بين القوات الأمنية العراقية والبيشمركة قال "الصدر"، إن هناك قسما حكيما من البيشمركة قرر أن يرمي سلاحه خلال تقدم القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها، وأن هناك قسما آخر ولى هارباً إلى عمق الإقليم، وأنهم جميعاً يعلمون أن مواجهة الجيش لها عواقب وخيمة جداً، مشيراً إلى أن إقليم كردستان تمدد ظلماً على أراضٍ ليست له وتمدد كثيراً بعد 2003 وقام بتغيير ديموجرافي في هذه المناطق، وأن هناك آلاف المنازل تهدمت خلال هذا التغيير، وهو ما كانوا يلومون صدام حسين لقيامه بالتغيير الديموجرافى وهم يرتكبون نفس الأخطاء ونفس الأسلوب، معلقاً: "وأنا أقول رُب ضرة نافعة، فهذا الاستفتاء جعل الدولة تبسط سيطرتها على هذه الأراضى المتنازع عليها، وكانت طيلة فترة سيطرتهم مارسوا القمعية وتكميم الأفواه".
"الصدر": إقليم كردستان يتمدد ويرتكب نفس أخطاء صدام حسين
وأضاف اللواء محمود خليفة، المستشار العسكري لأمين عام جامعة الدول العربية، أن كل أعضاء جامعة الدولة العربية أكدوا على وحدة العراق قبل الاستفتاء وجاء رأي 21 من وزراء الخارجية العرب واحداً وهو وحدة العراق، موضحاً أن العراق ما قبل الفترات السابقة كانت فرصة العمل لملايين من العمال، وكان الجيش المصري والعراقي والسوري من أقوى الجيوش المصنفة عالمياً، وأن حرب أكتوبر كانت أول حرب بها تنسيق عالي المستوى واستخدم فيه سلاح البترول الاقتصادى، لكن هذه الوحدة بدى أنه يتم ضربها تدريجياً وأنه من الغريب أن يحدث الاستفتاء فى الوقت الذى تحتفل تقوم فيه القوات العراقية بدحر آخر معاقل الجماعات الإرهابية، معلقاَ: "ربما هذا هو المسار الجديد ليظل العراق فى دوامة، وأنه شكل جديد من أشكال امتداد الصراع فى المنطقة".
من جهتها أكدت الدكتورة نيفين مسعد أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن هناك قسما فعليا من الأكراد غير راغبين بالانضواء تحت لواء الدولة العراقية، هؤلاء لا بد من التعامل معهم بحكمة، وعلى حكومة المركز ألا تهمل العملية السياسية في الإقليم التي تعاني من انقسام خطير الآن.
كما شددت "مسعد" على أهمية إعادة النظر في العقلية السياسية، وأن نُفعل حقاً وقولاً ما طرحه السيد عمار الحكيم بأن يكون العراق لكل أبنائه وأن يكون العلم العراقي العلم الذى يستظل به كل العراقيين ولا يكون فقط للإشهار بشكل رمزي.