جنازة واحدة لمؤيد المعزول ومعارضه فى سيدى بشر
اختلفت وسائل ومبررات القتل، لكن طريق القبر واحد. تراب المقابر لا يقرأ ولا يكتب، ولا يعترف بالخلاف السياسى، فقط يحفظ عن ظهر قلب قول الله تعالى: «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ».
داخل مسجد سيدى بشر فى الإسكندرية، جمعت صلاة الجنازة بين أهالى قتيلين، أحدهما مؤيد للرئيس المعزول والآخر معارض له، على خلفية الاشتباكات التى شهدتها الإسكندرية، الخميس الماضى، بين عدد من أعضاء جماعة الإخوان والأهالى.
الخلاف السياسى الذى كان سبباً فى قتل الشابين، انتقل إلى أسرتيهما، ولم تمنعهما حرمة الموت ولا جلال المشهد من الاشتباك مجدداً على باب المقابر.
محمد أبوالخير، إمام مسجد سيدى بشر، قال إن الأسرتين حملتا جثمانى الفقيدين بعد الصلاة، «وفوجئنا بأنهما متوجهين إلى المقابر نفسها وعبر طريق واحد، وعند دخول البوابة الرئيسية للمقابر اشتبك عدد من الإخوان المشتركين فى تشييع الجنازة مع أسرة القتيل المعارض للرئيس المعزول، ولم يتمكن الأهالى من الخروج بعد الدفن سوى بعد الوصول إلى اتفاق على الخروج بسلام». وأضاف «أبوالخير»: «كان من المنتظر أن يعمل الإخوان على تهدئة المعارضين لهم فى الجنازة، احتراماً لحرمة الموت، خصوصاً بعد سماع الجميع للعظة التى سبقت صلاة الجنازة، لكن الخُطب الدينية ومشهد الموت لم يعد يؤثر فى الناس».