«أم شادى» تبيع الأنابيب من 12 سنة: «ضهرى انكسر»
«أم شادى» تبيع الأنابيب
تجلس فى مقدمة عربتها الصغيرة التى تسير بفضل حمارها، تقرع بمفتاحها على الأنابيب، فيخرج صوتها مدوياً فى شوارع السيدة عائشة، كجرس يدق كل يوم فى تمام السادسة صباحاً، يخبر المارة والنائمين بأن «عزة»، الشهيرة بـ«أم شادى»، بدأت رحلتها اليومية، تصعد للشقق، تجمع الأنابيب الفارغة، وفى طريقها لا تنسى المقاهى التى تتعامل معها منذ 12 عاماً، تحمل الأسطوانة على كفيها دون مساعدة، تأخذها للمستودع لاستبدالها بأنابيب ممتلئة، تبدأ فى توزيعها مرة أخرى من الظهر وحتى أذان العشاء.
تتمنى تسديد ديونها وعلاج زوجها وابنها المعاق
مهنة شاقة كان نتاجها شرخاً فى ظهر السيدة الستينية، لكنها مضطرة للعمل لتوفير مصاريف أسرتها، بعد مرض زوجها وإعاقة ابنها الأكبر: «رابطة حزام على ضهرى عشان أقدر أمشى»، تصعد لطوابق مرتفعة وكأنها فتاة فى الـ20 من عمرها، تكتم بداخلها آلامها، وتقابل الزبائن بابتسامة رضا: «بطلع لحد الدور السادس على رجلى، هعمل إيه، أكل العيش مر». اختارت هذه المهنة الشاقة لأنها مهنة أبنائها: «ولادى كانوا شغالين معايا، دلوقتى اتجوزوا وسابونى»، تطاردها الديون بسبب شرائها 35 أنبوبة لا تستطيع سداد ثمنها: «اشتريتهم من هنا وعربية التموين خدتهم من ولادى من هنا، وعليا وصولات أمانة، يا الدفع يا الحبس»، تحصل على الأنبوبة بسعر 36 جنيهاً من المستودع وتبيعها لزبائنها بـ40: «بتصعب عليا نفسى، بس لازم أكافح». كانت تبيع الأنبوبة بـ15 و20 جنيهاً، حتى زاد ثمنها: «فيه ناس وصّلت غاز طبيعى ومبقتش محتاجة للأنبوبة»، تعيش فى منزل متواضع مع أولادها وزوجها المريض وشقيقتها التى ترافقها بعد رحيل والدتها، وتعلّم ابنتيها الصغيرتين: «الناس بتقابلنى فى الشارع بتقولى ربنا يعينك على اللى انتى فيه».