بالصور| "الوطن" على باب منزل شادية.. هنا ذكريات الناس الغلابة مع معبودة الجماهير
أضواء خافتة، حالة من الهدوء والسكون تسود أرجاء المنزل، وكأن المكان يشعر بالحزن على رحيل معبودة الجماهير، التي غادرت منزلها القاطن بمحيط حديقة الحيوان بالجيزة منذ ما يقرب من 8 سنوات لشدة مرضها، وباتت تجلس مع شقيقتها لكي تعتني بها وترعاها، قبل أن تنتقل إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى "العاصمة" بالدقي، ومن بعدها مستشفى "الجلاء" العسكري، بعد أن تدهورت حالتها الصحية، وأصيبت بجلطة في المخ، لترحل عن عالمنا اليوم.
بواب عقار "شادية": ساكنة في شقة إيجار قديم.. وتركتها بعد تدهور حالتها الصحية
"الشقة مقفولة بتدفع إيجارها بس، في واحد بيجي يدفعلها، كل سنة ويمشي"، قال عم علاء حارس العقار، أن الفنانة لا تتردد على المنزل منذ ما يقرب من 8 سنوات، وهو عمر عمله بالعقار، وأن ثمة هناك رجل يأتي كل عام ليقوم بدفع الإيجار الذي يبلغ حوالي 25 جنيهًا، مشيرًا إلى أن الفنانة ركدت في المستشفي قرابة الـ3 أشهر ولكن لم يذاع عن تدهور حالتها الصحية أي أخبار لأسباب مجهولة، ولفت الرجل الخمسيني، إلى أن الفنانة شيرين سيف النصر هي الأخرى تسكن بالعمارة نفسها، ولكنها لم تذهب إلى أي مكان منذ حوالي 4 سنوات.
"كريم"حارس الجراج: "اشترت عربية للسواق بتاعها.. وجوزت ولاد الناس اللي خدموها"
"آخر مرة شوفتها من 4 سنين، كانت كويسة"، روى الشاب العشريني كريم، حارس جراج العمارة، أن الفنانة شادية كانت دومًا ما تقوم بمصافحته، عندما كانت تذهب لشراء المستلزمات الخاصة بها، وفي بعض الأحيان كانت ترسل من يقوم بخدمتها لشراء مستلزماتها بدلًا منها، عندما كان يشتد عليها المرض.
اشتهرت شادية بحسن معاملتها لكل من يعمل معاها، حتى أنها قامت بشراء عربة خاصة للسواق الخاص بها، بالإضافة إلى أنها زوجت جميع أولاد عمالها على نفقتها الخاصة، حسبما قال عم شريف حارس العقار المجاور لمنزلها.
"عم شريف": "كانت بتسلم على الناس كلها من بياع الفول وحتى أصغر واحد بالشارع وبنت جامع على حسابها"
"كانت بتسلم على الناس كلها من أول بتاع الفول، لحد أصغر واحد في الشارع"، ولفت عم شريف إلى أن قيثارة الغناء العربي، تبرعت بجميع أموالها لمؤسسات خيرية يديرها الشيخ الشعراوي، بالإضافة إلى أنها كانت تذهب للاستماع لدروس الدين على يد الشيخ الشعراوي في المسجد التي قامت ببنائه في المريوطية، هي وعدد من زملائها كمديحة كامل وشمس البارودي.
ورحلت الفنانة الكبيرة شادية مساء اليوم، عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض، ومن المقرر أن تشيع جنازتها من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة غدًا استجابة لوصيتها.شادية أحد أهم الفنانات المصريات اللاتي تركن إرثًا فنيًا كبيرًا، وُلدت على بُعد خطوات من قصر "عابدين"، وعند ولادتها الأولى لم تكن تُعرف سوى باسم "فاطمة"، هو الاسم الذي اختاره والدها أحمد كمال شاكر، وبحرفية ونضج شديد استطاعت التقلب بين الأدوار لتتحول من "دلوعة الشاشة" إلى "معبودة الجماهير"، "غول تمثيل" تستطيع تأدية أي دور مهما كانت درجة صعوبته، وتجاوزت الأدوار التي قدّمتها خلال مشوارها الفني حاجز الـ100 فيلمًا بجانب مسرحية واحدة.