العمال: «أجورنا متدنية وبنعانى يومياً من المواصلات»
أحد العمال يتحدث لـ «الوطن»
يشكو «عمال اليومية» من نقص الخدمات والمرافق بالمنطقة الصناعية، إذ يعانون من عدم وجود مواصلات تنقلهم إلى مساكنهم بعد إنهاء عملهم، ما يدفعهم إلى السير على أقدامهم لمسافات طويلة حتى يتمكنوا من الوصول لأقرب موقف سيارات، أو الوقوف بالساعات فى الشارع انتظاراً للسيارة التى تأتى بين الحين والآخر لنقل العمال، إضافة إلى عدم وجود مطاعم بالمنطقة أو نقطة إسعاف قريبة منهم فى حالة إصابة أحدهم، حيث يضطر العامل إلى الاستسلام للنزيف حتى ينقله زملاؤه بأنفسهم إلى المستشفى، ورغم ما يعانونه بها، فإن العائد المادى الذى يحصلون عليه فى نهاية يومهم أصبح غير كافٍ لتلبية احتياجاتهم اليومية بحسب كلامهم.
داخل ورشة حدادة يقف «على محمد»، عامل يومية، مرتدياً نظارة سوداء على عينيه لحمايتهما من الشرارات المتناثرة أثناء قطع الحديد، يقول إنه يعانى بشكل كبير أثناء عودته من عمله لمسكنه، بسبب عدم وجود مواصلات فى المنطقة الصناعية، إذ يضطر فى بعض الأحيان إلى الانتظار بالساعات حتى تأتى إليه سيارة، وأحياناً يسير على قدميه أكثر من نصف ساعة للوصول إلى الحى السادس، ويقول: «بالليل المدينة بتكون زى الخرابة ومفيش مواصلات تاخدنا من المنطقة الصناعية، وعشان أروح لعيالى بسرعة باخدها مشى رغم إنى بكون تعبان لأننا طول النهار واقفين على رجلينا بس مش قدامنا حل غير ده ولو استنينا مواصلة تعدى علينا يبقى المبيت أرحم لينا». «ضيق الحال» هو الذى دفع «على» للعمل باليومية فى المنطقة، ورغم ما يعانيه فيها من انعدام الخدمات، فإن ما باليد حيلة، على حد تعبيره.
«على»: المدينة بالليل بتكون خرابة وعشان أروح باخدها مشى من المنطقة الصناعية لحد موقف العربيات
ويشير الشاب الثلاثينى الذى يعمل 9 ساعات إلى أن راتبه فى اليوم الواحد لا يتجاوز الـ100 جنيه، ورغم ذلك قد يستغنى عنه صاحب الورشة لعدم وجود شغل، ما يزيد من معاناته، على حد قوله، موضحاًَ أن لديه 3 أبناء فى مراحل دراسية مختلفة يقوم بالإنفاق عليهم، بجانب احتياجات منزله اليومية: «بحاول أشتغل عدد ساعات أكتر لأنى ملزم بدفع 800 إيجار شهرياً، بجانب فواتير الكهرباء والمياه ومصاريفى الشخصية زى المواصلات والأكل». ويقول مصعب يوسف، صاحب البشرة السمراء التى كادت ألوان الدهانات أن تخفى ملامحها، إنه يعانى من عدم وجود مواصلات بالمنطقة، خاصة أنه يضطر فى كثير من الأحيان إلى التأخير ليلاً بسبب ضغط العمل، لافتاً إلى أن صاحب الورشة يقوم بمحاسبته بناءً على عدد القطع التى قام بدهانها، مضيفاً: «مش بنلاقى مواصلات نروح بيها حتى الصبح بنيجى فى عربيات ربع نقل غير آدمية أصلاً بس لأن مفيش غيرها بنضطر نركبها».
سنوات طويلة ظل فيها «مصعب» يتنقل من وظيفة لأخرى، حتى استقر بالعمل فى المنطقة الصناعية مقابل أجر مادى يحصل عليه فى نهاية يومه. ويتابع «مصعب» وهو ممسك فى يديه لوحا حديدياً يقوم بدهانه، قائلاً: «بشتغل أكتر من 13 ساعة فى اليوم ورغم إن الشغلانة صعبة ومتعبة إلا إنى باخد 90 جنيه بس، بقسمها ما بين أكل ومصاريف المواصلات والإيجار بدفع نحو 400 جنيه شهرياً، وطبعاً مش بيكفى».
ويشكو عامل بأحد المصانع، رفض ذكر اسمه، من نقص الخدمات بالمنطقة، لافتاً إلى أن المنطقة لا يتوافر بها أى مطعم أو سوبر ماركت أو مطاعم يشترون منها أى مأكولات رغم وجودهم طوال اليوم فيها، وإنما هناك بعض «الأكشاك» يضطر وزملاؤه إلى الشراء منها لإشباع جوعهم: «المفروض يعملوا مطاعم أو حتى محلات نشترى منها أى أكل غير الأكشاك دى لأنها مش بتكون مضمونة ولا حتى عليها رقابة، بس هنعمل إيه مش قدامنا غيرها».
ويشير الشاب الثلاثينى، الذى يعمل بمجال الخياطة، إلى أن المنطقة ينقصها أيضاً نقطة إسعاف تكون قريبة منها، إذ يضطرون فى حالة تعرض أحدهم لإصابة إلى انتظار صاحب المصنع أو تأجير سيارة على نفقتهم الخاصة لنقله إلى المستشفى: «شغلنا فيه ماكينات، ولما حد مننا بيتعور بندوخ بيه لأن صاحب المصنع مش موجود دايماً، وبنضطر نروح الحى السادس نجيب عربية ونرجع ننقله، وطبعاً طول المدة دى بينزف لأن مفيش إسعاف هنا».