الأحزاب ترحب بدعوة الرئيس للاندماج.. «المصريين الأحرار»: الإخوان سعوا للتشتيت.. و«الوفد»: خطوة مهمة
أعضاء المصريين الأحرار فى مؤتمر صحفى
لقيت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للأحزاب السياسية المتشابهة للاندماج معاً، لزيادة قدراتها، صدى لدى عدد من الأحزاب السياسية والسياسيين، حيث أكد عدد من الأحزاب أهمية الاندماج للحياة السياسية والحزبية فى مصر.
وقال النائب مجدى ملك، عضو الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إنه إذا كانت هناك جدية فى إيجاد حياة سياسية حزبية حقيقية لإثراء العمل السياسى فى مصر، والمساهمة بشكل فاعل فى وضع رؤى للدولة المصرية، فما كان ينبغى قبول هذا العدد الكبير من الأحزاب عقب ثورة 25 يناير، والذى كان الهدف منه تفكيك الكتلة السياسية المصرية بهدف إضعافها.
وأضاف «ملك» لـ«الوطن»، أنه كان الهدف من ذلك إضعاف تأثير القوى السياسية والأحزاب فى الشارع عقب الثورة، لصالح تيارات سياسية معينة سرقت الثورة، لافتاً إلى أن الرئيس السيسى عندما أشار إلى ضرورة دمج الأحزاب، كان يهدف لوجود حياة حزبية حقيقية تكون شريكاً فى المسئولية وفى الحكم، ولعل التجارب الحزبية فى العالم تؤكد ذلك، فهناك فى معظم الدول، ثلاثة تيارات على الأكثر، هى اليمين والوسط واليسار، وهذا من شأنه تصحيح الحياة الحزبية فى مصر، وعلى الجميع أن يدفع فى هذا الاتجاه.
وأشار «ملك» إلى أنه يرى أن تكون هناك من 3 إلى 5 أحزاب على الأكثر، ولتكن هى المصريين الأحرار، ومستقبل وطن، والوفد، حتى تكون هناك جدية فى التعامل مع هذا الملف، وتقوية الحياة الحزبية.
وقال الدكتور صابر عطا، نائب رئيس حزب الوفد، إن دمج الأحزاب خطوة محمودة، لأن هناك أحزاباً مجرد لافتة فقط، وبالتالى دمجها يعطيها قوة، لافتاً إلى أنه مع وجود ائتلافات متحدة، تحت اسم واحد، متمنياً ألا تكون الأحزاب المندمجة فى حزب واحد صورة من الحزب الوطنى المنحل، وأن يكون هناك حزب جديد بمبادئ جديدة وأفكار جديدة. وأضاف عطا، لـ«الوطن»، أن هناك أحزاباً بالفعل اندمجت داخل حزب الوفد مثل حزب المستقبل، برئاسة ياسر قورة، لافتاً إلى أن اندماج الأحزاب المتشابهة خطوة للأمام، وأن حزب الوفد يرحب باندماج الأحزاب المتشابهة معه.
وقال الدكتور أحمد بيومى، رئيس حزب الدستور، إنه أصبح من الضرورى حالياً تعديل الضوابط الخاصة بتأسيس الأحزاب، واندماج الأحزاب ذات التوجه المشترك فى كيانات قوية تستطيع أن تؤثر بقوة فى الحياة السياسية.
واعتبر «بيومى» أن من أسباب ضعف الحياة السياسية فى مصر، غياب حزب قوى، واستحواذ المستقلين على أكثر من 300 مقعد فى البرلمان، فى حين أن تمثيل أكبر حزب بالمجلس لا يتعدى 15% من مقاعده.
وتابع: «هناك معوقات كبيرة أمام دمج الأحزاب ذات الفكر المشترك فى كيان واحد، وعلى رأسها عدم وجود حرية التنوع داخل الحزب الواحد، منوها بأن اندماج الأحزاب يجب أن يكون وفق ضوابط معينة، وهى ألا يكون أحدها عبئاً على الآخر، بمعنى أن تكون مكمّلة لبعضها، من حيث الإمكانات المادية والمقرات، كما أنها يجب أن تكون ذات شعبية ولها برنامج واحد، بخلاف التوافق الأيديولوجى.
فى المقابل، قال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الاشتراكى، إن القيود الحالية والمناخ غير الصحى للعمل السياسى هما من أضعف الحياة الحزبية فى مصر وتتسبب فى الانشقاقات والانقسام، وليس عملية دمج الأحزاب هى التى تنعش الحياة السياسية.
وأضاف الزاهد: «من الممكن أن تعمل الأحزاب ذات الفكر المشترك معاً»، مشيراً إلى أن حزبه تجمعه أطر للعمل المشترك مع بعض الأحزاب ذات الأهداف المشتركة، مثل حزب «العيش والحرية»، تحت التأسيس، و«تيار الكرامة». وتابع: «يجب على الأحزاب فى الفترة المقبلة فتح أبوابها للشباب وتعزيز حضورهم فى مختلف المناصب القيادية، وتعميق وجودها فى الأحياء والقرى والتواصل القوى مع المواطنين.
وقال الدكتور يسرى العزباوى، رئيس برنامج النظام السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن أسباب ضعف الأحزاب فى مصر وغيابها عن المشهد السياسى له عدة عوامل، منها تشابه البرامج السياسية فى الأحزاب، الذى وصل إلى حد أنك لا تعرف أن تفرق بين برامج الأحزاب «الليبرالية» عن «الوسطية» و«اليسارية».
وأضاف «العزباوى»، لـ«الوطن»، أن فكرة الاندماج على أساس تشابه البرامج أمر مهم للأحزاب للنهوض بالحياة الحزبية لتشكيل كيانات مؤسسية قادرة على استقطاب المواطنين، ولكن ما يقف عائقاً أمام الاندماج هو «الشخصنة والبحث عن الزعامة»، مشيراً إلى أنه بدون محاولات لدمج الأحزاب المتشابهة ستستمر الحياة الحزبية فى الضعف ومزيد من الانشقاقات، ويتقلص دورها أكثر فأكثر.