الزقازيق: 3 مدن فى خطر.. «الفالوجا» وكر لتعاطى المخدرات.. و«الإشارة» 3 مبان متهالكة.. و«التجنيد» تحت سيطرة الخارجين على القانون
المدينة الجامعية بالزقازيق
«مبنى عمر بن الخطاب، مبنى أبوبكر الصديق، مبنى على بن أبى طالب» لافتات قديمة طمستها الأتربة وما زالت معلقة على جدران متهالكة بمدينة الفالوجا التابعة لجامعة الزقازيق، وكما تعنى كلمة «الفالوجا» العراقية الانتساب ظلت المدينة تعنى مكاناً للانتساب إلى العلم سنوات طويلة حتى تم إخلاؤها منذ أكثر من 15 عاماً.
«المدينة تحولت إلى خرابة وأصبح يتردد عليها البلطجية ليلاً لتعاطى المخدرات».. بتلك الكلمات بدأ رفعت شحاتة، أحد الأهالى وعامل بورشة حدادة بجوار المدينة، حديثه معنا حيث قال: «بعد ثورة 25 يناير كان الكثير من البلطجية يقتحمون المدينة ويقيمون فيها وكان الأمر يشكل خطورة على الأهالى إلا أنه تدريجياً مع تحسن الحالة الأمنية بدأ البلطجية يقتصرون على الحضور للمدينة ليلاً لتعاطى المواد المخدرة بخلاف انتشار الكلاب الضالة بها».
«فى جولة سريعة داخل المدينة ستشاهد قطع أثاث قديمة متهالكة مثل كراسى، دواليب، ومعظم الأبواب والنوافذ تم اقتلاعها من الجدران».. هكذا قال موظف بالجامعة رفض ذكر اسمه، مضيفاً أن المدينة تتكون من 3 مبانٍ كل مبنى مشيد من 5 طوابق وبعد إخلاء المدينة تم بيع كمية من الأجهزة والأثاث والمفروشات التى كانت موجودة فيما قام عدد من البلطجية بسرقة بعض الأجهزة والأثاث، مشيراً إلى أن خلافاً بين المحافظة والجامعة يحول دون الاستفادة منها وإعادة بنائها لتسكين الطلاب مرة أخرى.
طالبات الأزهر: المياه تنقطع يومياً والناموس والحشرات تهاجمنا.. والإفطار دون خبز
وأوضح أن مدينة الإشارة تم هدمها منذ نحو عام وكانت تتكون من 3 مبانٍ، الطابق به 4 شقق وتم إخلاؤها منذ عدة سنوات بسبب تهالك المبانى ومن المفترض أنه جارٍ العمل على إعادة بنائها مرة أخرى، لافتاً إلى أنها كانت تستوعب أعداداً كبيرة من الطلاب. أما مدينة «التجنيد» فاستطاع عدد من الأشخاص الاستيلاء عليها وحرموا منها الطلاب وتحولت من سكن للطلاب إلى مساكن لهؤلاء الأشخاص يقيمون فيها بشكل دائم حيث جلبوا أمتعتهم وكل احتياجاتهم ومارسوا حياتهم اليومية بشكل طبيعى وعندما حاولنا التحدث إليهم رفضوا وقالوا: «هنعمل إيه، هو حرام نعيش؟ خلوا الحكومة تجيب لنا سكن واحنا نمشى».
من جانبه، قال الدكتور عبدالحكيم نور الدين، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إن مدينة الفالوجا تم إخلاؤها من الطلاب وتوقف التسكين بها منذ أكثر من 15 عاماً نظراً لسوء حالة المبانى وتردى الأوضاع بها، موضحاً أنه تم إدراج المدينة فى خطة التطوير لإعادة بنائها وهناك تفاوض مع محافظة الشرقية للموافقة على ذلك، لافتاً إلى أن أغلب المدن تخصيص من المحافظة وهناك كثير من الإجراءات المتداخلة بين الجهتين.
وبالنسبة لمدينة الإشارة قال إنه تم هدم المدينة وإزالة المبانى لكونها تشكل خطورة على حياة الطلاب وتحتاج لإعادة بناء وبالفعل تمت الإزالة عام 2016 وتم إدراجها فى خطة عاجلة لإعادة بنائها مدينة جامعية فندقية على الطراز الحديث.
وأضاف أن مدينة التجنيد هى المدينة الوحيدة المملوكة للجامعة بشكل كامل حيث قامت الجامعة بشرائها وتسديد المستحقات كاملة للجهات المعنية وهى عبارة عن 4 عمارات سكنية على مساحة 350 متراً كل عمارة تتكون من عدة طوابق وتم إنشاؤها فى بداية الثمانينات أى منذ نحو 30 أو 35 عاماً وكانت تساهم فى حل مشكلة كبيرة عند تسكين الطلاب حيث كان يتم إلحاق طلاب كلية الزراعة والطب البيطرى بها نظراً لوقوعها بالقرب من هاتين الكليتين، لافتاً إلى أن آخر تسكين بها كان عام 2010.
«محتلو الإشارة»: خلوا الحكومة تجيب لنا سكن وإحنا نمشى».. و«شحاتة»: المدينة تحولت إلى خرابة يتردد عليها البلطجية للتعاطى ليلاً.. و«نور الدين»: خطة عاجلة لبناء مدينة جامعية فندقية.. و«عبدالمعبود»: خلل السيستم سبب مشكلة الخبز
وأكد أن المدينة حالياً ليست تحت سيطرة الجامعة حيث قام عدد من الخارجين على القانون بعد أحداث 25 يناير باقتحام العمارات السكنية والاستيلاء على الشقق والإقامة فيها بالمخالفة للقانون.
وفيما يتعلق بمدينة العبور الكائنة بجوار كلية التجارة بالجامعة قال «نور الدين» إنه تم إخلاؤها منذ عامين لاستضافة مستشفى الأطفال بها نظراً للضرورة الملحة والحاجة إلى المستشفى وعدم صلاحية المكان المخصص له حيث كان آيلاً للسقوط، مضيفاً أنه يجرى إنشاء مستشفى للأطفال وعند الانتهاء منه سيتم إعادة تأهيل المدينة مرة أخرى وتسكين الطلاب بها.
وأوضح أنه توجد حالياً مدينة للطلاب ومدينتان للطالبات يتم فيها التسكين بأسعار مناسبة ومدعومة بالإضافة إلى دار طلعت حرب وهى مستوى فندقى يتم فيها تسكين الطلاب الذين لا تنطبق عليهم الشروط ولكنهم قادرون على دفع تكلفة مالية تساعد فى توفير نفقات للإنفاق على المدن المدعمة وتغطية احتياجات الطلاب، مشيراً إلى أن الحجرة فيها مخصصة لطالبين يدفع الطالب 80 جنيهاً فى الليلة الواحدة وله نسبة تخفيض 20%.
وفى مدينة البنات يبدو للوهلة الأولى أن المدينة خالية من المشاكل إلا أن الطالبات أكدن أن كل شىء ليس على ما يرام حيث قالت «فاطمة أ»، إحدى الطالبات، إن أهم المشكلات التى تواجههن هى انقطاع المياه خاصة فى فترة الصباح وعدم وصولها إلى الأدوار العليا، موضحة أنه منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى التاسعة أو العاشرة تضعف المياه فى الأدوار العليا تدريجياً حتى تنقطع تماماً عدا الدور الأول، وتابعت أن معظم الطالبات اللاتى لديهن محاضرات فى هذا التوقيت يضطررن للنزول إلى الدور الأول إما لجلب المياه أو الدخول للحمامات وعادة ما يكون هناك نوع من التزاحم، وقالت إنهن يتسلمن وجبة الإفطار دون خبز منذ شهر ويضطررن لشراء الخبز على نفقتهن يومياً.
وأضافت «ر. ج»، إحدى الطالبات، أن من المشاكل التى تواجههن وقوع المدينة بجوار الأراضى الزراعية وانتشار الناموس الذى يتسلل لهن من نوافذ الغرف ما يضطرهن لشراء مواد لمكافحة الناموس مثل «البيروسول وغيره» ويحملهن أعباء مالية إضافية، مشيرة إلى عدم وجود أماكن مخصصة للفِيش الكهربائية بالغرف ووجود الفيش بالحمامات ما يضطرهن لشحن موبايلاتهن بالحمامات والوقوف بجانب الهاتف حتى يتم الانتهاء من الشحن خشية سرقته.
من جانبها قالت صباح عبدالمعبود، مديرة المدينة الجامعية للطالبات بجامعة الأزهر بالزقازيق، إن مشكلة عدم وجود خبز فى وجبة الإفطار يرجع إلى وجود خلل حال دون صرف حصة المدينة من الخبز، موضحة أن المدينة مخصص لها بطاقة ذكية لصرف الخبز يتم تشغيلها مع بداية كل عام دراسى وإيقافها بنهاية الدراسة، وأنه عند تشغيل البطاقة مع بداية العام الدراسى الحالى تبين أن البطاقة ليست مسجلة بالتموين نتيجة حدوث خلل فى نظام التسجيل.
وأضافت فيما يتعلق بمشكلة انقطاع المياه أنه تم تزويد المدينة بعدد 2 موتور لتوصيل المياه لكل الطوابق الخمسة بالمدينة وتم القضاء عليها بشكل كبير، وفيما يتعلق بعدم وجود أماكن مخصصة للفيش الكهربائية فى الغرف قالت «مديرة المدينة» إن المبنى تم إنشاؤه بهذه المواصفات التى تقضى بعدم وجود مكان للفيش تنفيذاً لتعليمات الدفاع المدنى وذلك بهدف الحفاظ على أرواح الطالبات وضمان عدم وقوع أى كوارث.
وأضافت أن المدينة الجامعية بالأزهر كانت من أولى الجامعات التى تم فيها تسكين الطالبات برسوم بسيطة حيث يبلغ إجمالى ما تدفعه الطالبة الواحدة نحو 500 جنيه فى العام الدراسى فى حين أن مدينة جامعة الزقازيق على سبيل المثال تصل إجمالى ما تدفعه الطالبة الواحدة نحو 1600 جنيه.