طنطا: شروخ وتصدعات فى الجدران والأعمدة الخرسانية والأغدية ومياه الشرب غير مطابقة للمواصفات
الأثاث غير صالح للاستخدام داخل المدينة الجامعية
فى جولة لـ«الوطن» داخل المدينة الجامعية التابعة لجامعة طنطا فى منطقة سبرباى رصدنا شروخاً وتصدعات فى الجدران والأعمدة الخرسانية داخل بعض مبانى المدينة الجامعية، وهى إحدى المدن التابعة لجامعة طنطا، بجانب شكاوى الطلاب من سوء الخدمات المقدمة.
«لما بنطالب بحقنا بنتهدد بالفصل»، قالها «محمد. ا» أحد طلاب المدينة الجامعية بسبرباى «بنين»، لافتاً إلى أنه من المفترض أن المدينة الجامعية هى بديل عن سكن أسرة الطالب، ووسيلة تساعده على تحقيق النجاح والتفوق، لكن للأسف الخدمة سيئة بداية من وجبات الطعام، ومروراً بنظافة الغرف والحمامات، والإنارة فى فناء المدينة ونهاية بضيق الغرف.
والتقط طرف الحديث منه «إبراهيم. م» قائلاً «نجتهد ونحصل على أعلى الدرجات وبدل ما يقدرونا بتوفير سكن يساعدنا على التفوق، يضعونا فى مدينة جامعية تفتقد لأساسيات الحياة الآدمية»، مبيناً أنه قتل ثعباناً منذ أسبوع كان بين الحشائش فى الفراغات الموجودة بين مبانى المدينة، وكثيراً ما نشاهد فئراناً وحشرات وقططاً فى المبانى، مضيفاً أن نحو 4 آلاف طالب وطالبة حياتهم مهددة فى أى لحظة، بسبب المبانى الآيلة للسقوط. وأضاف «شادى. هـ» أن أسرَّة ومراتب المدينة الجامعية لا تختلف كثيراً عن الأسرة والمراتب داخل السجون، ودائماً ما يقول لزملائه «هنروح الزنزانة إمتى؟»، قاصداً غرفتهم فى المدينة الجامعية، واصفاً الغرفة بقوله «مساحتها لا تتعدى 2.5 متر فى 3 أمتار، بها سرير حديد، مخصص لفردين ومكون من طابقين، وترابيزة صغيرة، ومروحة مكتب لا تعمل غالبية الوقت، وتصدر ضجيجاً إذا اشتغلت، نستلمها قبل تسليم الغرف وتصبح فى عهدتنا حتى المغادرة».
الطلاب: «نعيش داخل سجن.. ولما بنطالب بحقنا بنتهدد بالفصل.. والموظفين بيعاملونا كأننا مش بنى آدمين.. وبنقتل الثعابين بأنفسنا»
وقال «كريم» إن الأطعمة المقدمة للطلاب من مطعم المدينة الجامعية لا تتطابق مع المواصفات المكتوبة فى كراسة الراغبين فى سكن المدينة التى يحصلون عليها أثناء التقديم فى أول العام، ودائماً ما تحدث مشادات بين الطلاب والعمال بسبب عدم طهى الأطعمة بالشكل الجيد، ويفاجأون برد العمال عليهم قائلين «لا تعتقدوا إنكم بتاكلوا بفلوسكم، اللى بتدفعوه لا يوفر لكم وجبة فى مطعم»، مضيفاً أنه توجه إلى المشرف مرة يشتكى له من سوء الخدمة، وطالبه بتحسينها خاصة النظافة والطعام، غير أنه فوجئ برده، قائلاً له «انتم بتدفعوا كام علشان تتأمَّروا؟»، لافتاً إلى أنه هدده بالفصل من المدينة بدعوى إثارة الشغب والتحريض.
وعبر «إسماعيل. س» عن غضبه واستيائه من التعامل غير الآدمى مع الطلاب من قبل الموظفين بالمدينة، قائلاً «الموظفين بيعاملونا كأننا مش بنى آدمين، وعندما نطالب بحقنا بكل احترام وسلوك حضارى، يكون الرد: فلوسكم دى مش فلوس، وماتعرفوش تاكلوا بيها».
واشتكت الطالبة «هيام. م» إحدى طالبات المدينة الجامعية فى «سيجر»، من عدم مطابقة مياه الشرب للمواصفات، وتغير لونها إلى الأصفر، وتغير رائحتها، مطالبة بوضع فلتر للمياه، قائلة «كلنا تعبنا من المياه، وزميلتنا اكتشفت أنها مصابة بارتفاع نسبة الأملاح فى جسدها»، مبينة أنها وزميلاتها من الطالبات أصبن بالفزع والخوف منذ أسبوع بعد حدوث ماس كهربائى فى السخان، وتصاعد الأدخنة، وسماع دوى انفجار بشكل مفاجئ، وعلى أثر ذلك أخلت زميلة لها مكانها من المدينة بناء على رغبة والدتها خوفاً على حياتها.
وكشف مصدر مسئول بالمدن الجامعية، أن هناك مبانى داخل المدن الجامعية لم تصل إليها يد الترميم منذ 35 سنة، ما أصاب جدرانها بالتشققات والشروخ، وحولها إلى مبانٍ متهالكة، مشيراً إلى أن الجامعة تحركت مؤخراً لترميم هذه المبانى، وتعمل جاهدة على الانتهاء منها قبل نهاية العام الدراسى الحالى، لدخولها الخدمة بداية من العام الدراسى المقبل.
من جانبه قال الدكتور مدثر أبوالخير، المفوض بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، إن أعمال الترميم بالجامعة مستمرة، وتتم بشكل دورى على جميع مبانى المدن الـ6 التابعة للجامعة، وهذا العام يتم ترميم مبنيين، أحدهما بجوار المتحف والثانى خلف المنتزه وسط المدينة، بتكلفة 4 ملايين 800 ألف جنيه، وتم نقل الطلاب منهما إلى مبنى مدينة سبرباى، وبالنسبة لمبنيَى (ج، د) فى سبرباى اللذين تعرضا للتصدعات والشروخ، جارٍ عمل مقايسة لهما لبدء ترميمهما فى منتصف العام الدراسى الحالى.
وأشار إلى أن الجامعة تعاقدت مع أفضل المتعهدين لتوريد الأطعمة للمدن الجامعية بها، ويتم متابعة دورية ودقيقة من الجامعة على جودة الأطعمة ومطابقتها للمواصفات القياسية، وتخضع للكشف الطبى للتأكد من صلاحيتها، وتم الانتهاء من جميع التجهيزات قبل بدء العام الدراسى، وتم تسكين الطلاب والمقدر عددهم بنحو 4 آلاف طالب وطالبة.