30 ألف داعشى يبحثون عن ملاذ جديد للخراب.. ومصر أحد أهداف «التنظيم»
إحدى العمليات الإرهابية التى نفذها «داعش»
مع الهزائم المتلاحقة التى ألمت بتنظيم «داعش» الإرهابى، أكد كثير من التقارير الأمنية الغربية أن التنظيم يضع ليبيا نصب عينه منذ فترة طويلة لتكون رأس حربة له، حتى قبل هزيمته بمعاقله الرئيسية فى مدينة «الموصل» شمال العراق و«الرقة» شمال سوريا، وبعد تلك الهزائم تزداد أهمية ليبيا للتنظيم، حتى بالرغم من هزيمته فى السابق فى معقله بمدينة «سرت»، التى تمثل نافذة للتنظيم إلى مصر ودول أفريقية أخرى.
أحدث إحصائية حول أعداد المقاتلين الأجانب جاءت على لسان وزير الداخلية الإيطالى ماركو مينيتى، هذا الشهر، الذى ذكر أن ما بين 25 و30 ألف شخص من 100 جنسية مختلفة يشكلون قوة مدربة قادرة على الانتشار فى مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن 5 آلاف منهم أوروبيون. ووصف وزير الداخلية الإيطالى تلك المجموعات بأنها «أكبر فيلق أجنبى فى التاريخ».
وفى دراسة حديثة، اعتبر مركز «صوفان الاستشارى للشئون الأمنية»، فى تقرير له نشر الثلاثاء الماضى، أن عودة ما لا يقل عن 5600 عنصر من تنظيم «داعش» من العراق وسوريا إلى دولهم ستشكل «تحدياً أمنياً هائلاً» لهذه الدول.
وجاء فى تقرير هذا المركز الذى يتخذ من «نيويورك» مقراً له: «حتى الآن عاد ما لا يقل عن 5600 مواطن أو مقيم من 33 دولة إلى بلدانهم، ما يشكل تحدياً هائلاً للأمن ولعمل أجهزة الأمن». التقرير أشار كذلك إلى أن من بين «أكثر من 40 ألف أجنبى قدموا من 110 دول للانضمام إلى تنظيم داعش قبل وبعد إعلان الخلافة فى يونيو 2014، لا بد من أن يبقى بعض منهم متمسكين بشكل من أشكال الجهاد العنيف الذى يدعو إليه تنظيما داعش والقاعدة».
ونقل التقرير عن «شبكة التوعية الراديكالية» قولها فى التقرير إن ما لا يقل عن 30% من قرابة 5 آلاف مواطن من دول الاتحاد الأوروبى الذين ذهبوا إلى العراق وسوريا، عادوا إلى بلدانهم.
المخاوف من عودة العناصر الإرهابية وإعادة تجمعهم بالقرب من مصر ليست مجرد مخاطر بعيدة إنما تحدث عنها قادة مصر وليبيا، فأعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مقابلة تليفزيونية بثت مساء الاثنين الماضى عن خشيته من انتقال أعضاء من التنظيم إلى مصر وليبيا وغرب أفريقيا بعد الهزائم التى مُنِى بها التنظيم الإرهابى فى كل من سوريا والعراق. «السيسى» قال: «تقديرنا أن النجاح الذى تحقق فى مواجهة التنظيم فى سوريا والعراق سيترتب عليه انتقال ولو بعض العناصر إلى ليبيا ومصر وسيناء وغرب أفريقيا».
وأضاف خلال زيارته إلى فرنسا: «حتى الآن خلال السنتين والنصف أو الثلاث سنوات الماضية دمرنا 1200 سيارة محملة بالذخائر وبالإرهابيين» أتت من حدود مصر الغربية مع ليبيا. وتابع: «لا أحد يستطيع تأمين حدود تمتد 1200 كيلومتر فى مناطق صحراوية مائة فى المائة».
وفى ليبيا، قال الناطق باسم الجيش الوطنى الليبى العميد أحمد المسمارى، فى أكثر من تصريح صحفى، إن عملية نقل مسلحين من تنظيم داعش الإرهابى موجودين فى سوريا إلى ليبيا تجرى من قوت إلى آخر، مؤكداً أن قطر هى التى تقوم بمساعدتهم فى عملية الانتقال.
وقال «المسمارى» إن «قطر تلعب دوراً فى نقل الدواعش والإرهابيين من سوريا والعراق إلى ليبيا والسودان وحدود مصر»، مشيراً إلى أن هناك تحالفاً تأسس بين الإخوان وتنظيم «داعش» لنشر التطرف.
مدير التحقيقات فى مكتب النائب العام الليبى، الصديق الصور، من جهته كشف عن أن 100 فرد من العناصر القيادية أو التى لها دور رئيسى فى تنظيم «داعش» ينتمون إلى ليبيا وتونس ومصر والسودان موجودون فى ليبيا.
وأشار «الصور»، فى تصريحات صحفية، إلى أن كثيرين منهم تنقلوا من مطارات «مصراتة وبنينا وطرابلس» الليبية إلى مدينة «إسطنبول» التركية ثم إلى الحدود السورية بمساعدة أشخاص قطريين وأتراك وليبيين ومن ثم تنقلوا فى سوريا والعراق والتقوا عديداً من الأشخاص، ثم عادوا مرة أخرى إلى ليبيا.
وإزاء تلك المخاوف، كثفت القوات المسلحة المصرية مجهودها لوقف أى محاولات إرهابية لاختراق حدود مصر الغربية مع ليبيا، فالاثنين الماضى أحبطت القوات الجوية المصرية محاولة لاختراق الحدود الغربية بعد 3 أيام من هجوم الواحات الذى راح ضحيته عدد من الضباط المصريين والمجندين، وأعلن الجيش المصرى نجاحه فى «تدمير 8 سيارات دفع رباعى محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار، والقضاء على العناصر الإرهابية الموجودة بداخلها».
من جهته، قال الخبير الأمنى اللواء مجدى البسيونى إن «تنظيم داعش الإرهابى كان يستولى على مدن كاملة فى سوريا والعراق وليبيا، بدأ جيشا العراق وليبيا يطاردانه واستردا منه المناطق التى كانت خاضعة لسيطرته، لكن من أخطر ما يكون كلمة (العائدون)، بعد أن بدأ التنظيم يتصدع ويهجر المناطق التى كانت خاضعة له».
وأضاف: «هناك مخاوف من تسرب داعش إلى مصر عبر ليبيا بالطبع، حدودنا 1200 كيلو يتسرب من هناك إلى هنا، أصبحوا مشتتين والخوف أن يأتوا إلى مصر».
وقال «البسيونى»: «نحن فى حرب حقيقية مع العناصر الإرهابية، الخطوة الأولى كانت فى سيناء والآن هناك سيطرة على سيناء، على الأقل أيضاً أصبحت المصالحة التى قامت بها مصر بين حماس وفتح فيها نوع من التأمين على سيناء».
وأضاف: «تبقى عندنا الصحراء الغربية، وخطورتها فى أنها تقع ما بين الحدود الليبية التى تمتد إلى 1200 كيلومتر ثم إلى حدود جنوبية تمتد إلى 900 كيلومتر، وهى تشكل ظهيراً صحراوياً لمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط وبالطبع الفيوم القريبة من الواحات وهذه المناطق، والفيوم معروفة بأن بها بؤراً إرهابية، وكذلك قنا، هذا الظهير الصحراوى هنا بات يشكل خطورة».
وتابع الخبير الأمنى: «أنا أرى أن ما اتبع فى سيناء يتبع فى الصحراء الغربية، بمعنى الأمن وحده لا يقوم بهذه المهمة، وإنما يد بيد مع القوات المسلحة، حرس الحدود يقوم بدوره وبالنسبة للعمليات القتالية والمواجهات والمداهمات لا بد أن تكون بالتعاون بين الأمن والقوات المسلحة».
وقال «البسيونى»: «فى هذه الحالة سيناء انتهينا منها، ونكون سيطرنا على الصحراء الغربية، وبالتالى لن يتبقى لنا إلا من يعيشون بيننا من العناصر الإرهابية، وهذه مهمة يتفرغ لها الأمن تماماً».