كيف يحدث الزلزال؟.. أوله "حركة" وآخره "كارثة"
صورة أرشيفية
تقع الزلازل عندما تتحرك القشرات الأرضية المعروفة باسم الصفائح التكتونية التي تشكل السطح الخارجي للقشرة الأرضية، وهي عبارة عن شرائح متاخمة لبعضها البعض، مشابهة لتلك التي تغطي كرة القدم مثلا.
تتسبب تلك الحركة في إحداث ضغوط هائلة عند نقاط الالتقاء بين القشرات المتجاورة، وتسفر هذه الضغوط عن تصدع للأحجار في تلك المناطق، محدثة هزات أرضية مفاجئة.
غير أنه لإدراك الأسباب الكاملة وراء وقوع الزلازل، يجب البحث في أغوار كوكب الأرض.
وتتكون الأرض من ثلاث طبقات رئيسية:
- المركز، ويقع في وسط كوكب الأرض.
- الغلاف، وهي طبقة شبه منصهرة تحيط بالمركز.
- القشرة الخارجية للأرض-"الليتوسفير"- وهي ما يعرف عادة باليابسة.
وتتكون القشرة الخارجية من 12 قطعة تكتونية، وفي قاع البحار، يتراوح سمكها بين 4 و9.6 كيلومتر، وفي اليابسة بين 32 و70.8 كيلومتر.
وتتسبب الإشعاعات المنبعثة من مركز الأرض في ارتفاع حرارة الغلاف المحيط بمركز الأرض إلى 5000 درجة مئوية.
وتتسبب درجات الحرارة العالية في تسخين السوائل والأحجار داخل الأرض فيما يعرف "بالحمل الحراري"، وهي عملية انتقال الحرارة من جزء من السائل أو الغاز إلى جزء آخر.
وبفعل هذه العملية ترتفع السوائل الساخنة لأعلى لتزيح السوائل الباردة محدثة تيارا عنيفا.
ينتج عن ذلك طفو الصفائح التكتونية على سطح الغلاف شبه المنصهر الذي يحيط بمركز الأرض.
وتطفو الصفائح التكتونية ببطء شديد، يماثل إيقاع نمو الأظافر مثلا، غير أنه بالرغم من بطء حركتها، إلا أن آثارها قد تكون مدمرة.
وتوازي قوة الزلازل التي تقع كل عام على كوكب الأرض الطاقة المجتمعة لحوالي مائة ألف قنبلة من تلك التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945.
والنقطة التي تقع فيها الهزة الأرضية تسمى بمركز الزلزال، حيث تبلغ أقوى مدى لها.
غير أن مدى الزلزال لا يتوقف عند مركزه، فالموجات الزلزالية تسافر خارج نطاق المركز، محدثة في طريقها دمارا تتفاوت درجته حسب قوة الزلزال.
وتحدد درجة الزلزال بمؤشر، وتقاس من 1 إلى 10، حيث من 1 إلى 4 - زلازل قد لا تحدث أي أضرار أي يمكن الإحساس به فقط، من 4 إلى 6 - زلازل متوسطة الأضرار قد تحدث ضرراً للمنازل والإقامات، من 7 إلى 10 - الدرجة القصوى، أي يستطيع الزلزال تدمير المدينة بأكملها وحفرها تحت الأرض حتى تختفي مع أضرار لدى المدن المجاورة لها.