قتلى ومصابون وأسر فقدت عائلها بسبب «الانفجارات المستمرة».. والتعويضات هزيلة
ألغام تمت إزالتها فى مطروح
قتلى ومصابون وأسر تيتمت بسبب مخلفات الحرب العالمية الثانية من الألغام.. بهذه الكلمات عبر أحمد منصور، المحامى عن ضحايا الألغام، قائلاً «ترافعت فى قضايا التعويضات للعديد من المصابين والقتلى جراء الألغام، وهناك العديد من أهالى مطروح الذين فقدوا فلذات أكبادهم، بسبب انتشار الألغام والعبوات المتفجرة من مخلفات الحرب العالمية الثانية على أرض محافظة مطروح والصحراء الغربية، تلك الحرب التى دارت رحاها على أرض مطروح فى معركة العلمين الشهيرة، فأهالى مطروح لا ناقة لهم ولا جمل فى هذه الحرب التى وقعت بين دول الحلفاء والمحور، ولا تزال آثارها حتى الآن يدفع ثمنها الأبرياء من أبناء المحافظة»، مستكملاً: هناك حالات إصابة وقتلى يسقطون نتيجة إصابتهم بمخلفات الحرب من الألغام فى مراكز ومدن المحافظة، ولم تعوضهم الدولة التعويضات التى تتناسب مع حجم الإصابات والخسائر التى لحقت بهم.
«سعيد» يفقد حياته أثناء إعداده الطعام بطريق سيوة.. و60 ألف جنيه تعويض حادث الانفجار
وحصلت «الوطن» على مستندات لبعض القتلى والمصابين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لوجود الألغام حتى الآن، التى تنتشر فى ربوع محافظة مطروح ومعظمهم شباب وأطفال، منهم عمر عبدالعال قاسم عطيوة، شاب لم يتجاوز من العمر 32 عاماً، من عزبة الشيخ عطيوة بمطروح، حيث أصيب بإصابات خطيرة، عقب انفجار لغم به من مخلفات الحرب العالمية الثانية خلال وجوده فى إحدى الحدائق المملوكة لأحد الأشخاص والمجاورة لعزبة الصفائح بمنطقة الكيلو 3 جنوب بمدينة مرسى مطروح، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1687 لسنة 2000 إدارى مطروح، حيث لحقت به أضرار نفسية ومادية، عبارة عن جروح متقطعة مع بتر بأسفل الطرف العلوى واليد اليسرى وجروح متهتكة بالطرف العلوى واليد اليمنى، مع دخول جسم غريب بالعين اليمنى، بالإضافة إلى الأضرار الأدبية، من الآلام ومعاناته النفسية وهو شاب يافع، كما تتجدد معاناته يوماً بعد يوم، خاصة عندما ينظر إلى أقرانه من نفس سنه، وعوضته الدولة بتعويض مادى عبارة عن 30 ألف جنيه فقط، وهناك حالة أخرى، لقيت مصرعها جراء انفجار لغم، لشخص يدعى عبدالقادر سعيد هنداوى عبدالله، البالغ من العمر 20 عاماً، وكان يقيم بقرية الشولحى بالكيلو 25 طريق السلوم، بعدما أصيب بإصابات خطيرة، منها جروح عديدة بالوجه والرأس والبطن والصدر والفخذ الأيسر، وبتر أصابع يديه ونزيف دموى خارجى وداخلى بالأحشاء الصدرية والباطنية، وسجلت هذه الواقعة تحت رقم 967 لسنة 2002 إدارى مطروح، وذلك خلال رعيه للأغنام عام 2003 لحظة إعداده للطعام بمنطقة الكيلو 29 بطريق مطروح سيوة، وعوضت الحكومة أهله بمبلغ 60 ألف جنيه بعد وفاته، عن الأضرار المادية والأدبية.
كما أصيب مجدى حليو راف الله، من أبناء مدينة السلوم، خلال وجوده فى وادى عقرب بالسلوم وهو يلعب بصحبة إخوته وأبناء عمومته، بالقرب من منزلهم، حيث فوجئ الأطفال الثلاثة بانفجار لغم من مخلفات هذه الحرب، ما أدى إلى إصابتهم، الأول ببتر فى أصابع اليد اليسرى كاملة وسحجات بالوجه واليد اليمنى وقطع بطليعة العين اليسرى، ونفاذ شظية بالعين اليسرى، مع وجود قرحة فى قرنية العين، بجانب نزيف فى القرنية الأمامية والرؤية منعدمة تماماً «عدم إدراك الضوء»، وصرفت أسرته تعويضاً 25 ألف جنيه، كما أصيب حسين وقدرى ابنا عمومته، فالأول 8 سنوات، أصيب بسحجات بالصدر متعددة وبالوجه وبتر فى الساقين واشتباه نزيف داخل الصدر ولحقت به شظية بقرنية العين اليسرى ونزيف بالغرفة الأمامية للعين اليسرى ما أدى إلى انخفاض الرؤية للعين، وأصيب قدرى بجروح متعددة بالرقبة وسحجات متعددة بالوجه والرقبة والصدر والبطن والساعد الأيسر، وتم تعويضه بمبلغ 30 ألف جنيه، كما لقى خالد عبدالكريم عبدالله، شاب، مصرعه فى مايو 2008، وكان برفقة أخيه بأرض زراعية بمنطقة العطوف بجوار قرية أبوسطيل بمركز ومدينة برانى، حيث انفجر به لغم ملتهب ساخن بشكل قوى، يرجح أن يكون عبوة حارقة، وفقاً للأجهزة المعنية وكان عمره لم يتجاوز 12 سنة، بعد إصابته ببتر فى الساقين وبتر بالساعدين وانفجار فى منطقة البطن وظهور الأحشاء الداخلية مع وجود فتحة عميقة بالجسم كله وتم تعويضه بمبلغ 80 ألف جنيه.
«حليو» يفقد نعمة البصر.. وأبناء عمومته بترت أطرافهم خلال لعبهم بجوار المنزل فى السلوم
وفى هذا السياق، أصيب علاء عبدالكريم عبدالله بالصف السادس الابتدائى إصابة بالوجه والحوض وظهور الأمعاء الداخلية بمنطقة البطن السفلى والحوض من الطرف الأيمن ووجود كسر بمنطقة الصدر والضلوع، وعوضت عائلته بـ80 ألف جنيه، وأصيب عبدالناصر عبدالجليل مؤمن من برانى خلال إعداده الطعام نتيجة انفجار لغم قوى عام 2003 بعد أن فقد يده اليمنى وإصابته بتمزق بالكتف اليمنى مع فقدان الجلد وجزء من العضلات وتمزق بالوجه والأنف، وفقدان اللحم فوق الفك السفلى، وفقدان اليد اليسرى بالكامل مع وجود جرح غائر بالصدر وصرفت أسرته تعويضاً 90 ألف جنيه.
مستند وفاة لأحد ضحايا انفجار لغم