كارثة.. مخلفات الصرف الصحى والصناعى تغرق المنطقة الصناعية بقويسنا
تعيش المنطقة الصناعية بقويسنا وقرية كفور الرمل وعدد من العزب المجاورة كارثة إنسانية وبيئية محققة، حيث تصرف المصانع مخلفاتها مباشرة فى باطن الأرض من خلال آبار ارتوازية، وكذلك قيام عدد آخر من المصانع بالصرف فى الترعة، التى تخترق القرية، مما تسبب فى إصابة نحو 250 من الأهالى بالفشل الكلوى وفيروسات الكبد الوبائى، ما دفع الأهالى للاحتجاج والمطالبة بمعالجة الصرف الصناعى وتصريفه بعيداً عن القرية، وكذلك إنشاء شبكة صرف صحى خاص بالقرية.
تجمهر أهالى القرية والعزب الملاصقة للمنطقة الصناعية مؤخراً أمام محطة الصرف الخاصة بمصانع الجلود وسيجما للأدوية والكرتون وعدد من الصناعات الكيماوية، التى تستخدم المواد الكاوية مثل ماء النار والكيماويات، التى لا تتم معالجتها، ويتم صرفها فى باطن الأرض، وتختلط بمياه الشرب التى تخرج من الطلمبات.
أكد خالد الشافعى، أحد أهالى القرية، أن كفور الرمل البالغ تعداد سكانها 11 ألف نسمة فى الأساس كانت أراضى تتبع الإصلاح الزراعى، وكانت تحتوى على أجود الأراضى الزراعية، حيث تم انتزاعها من الأهالى منذ أكثر من 15 سنة، وأنشئ عليها ما يقرب من 300 مصنع، وكان من المفترض أن تكون هناك محطة معالجة مخلفات صناعية، وكذلك محطة صرف صحى خاصة بالمصانع، وهو ما لم يحدث، حيث قام أصحاب المصانع بشكل منفرد بتصريف المخلفات بمعرفتهم الخاصة، فقاموا بإنشاء آبار ارتوازية على عمق 70 متراً فقط، ويتم التصريف فى باطن الأرض، مما أدى إلى اختلاطها بدون معالجة لمياه الرى، وأدى ذلك إلى بوار أجود الأراضى الزراعية، بالإضافة إلى الأمراض والأوبئة المنتشرة بالقرية، حيث لا يوجد منزل ليس به مصاب بالفشل الكلوى والكبد، وتوجد حالة وفاة شهرياً على الأقل بين شباب القرية بسبب مخلفات الصرف الصناعى بالقرية.[Image_2]
وأضاف محمد حسنى حسين، مدير مركز شباب القرية، أن الأهالى طرقوا جميع أبواب المسئولين بالمحافظة بدون استجابة، والأمراض انتشرت فى القرية، وتدهورت الأرض الزراعية، بالإضافة إلى عدم استفادة الأهالى من وجود المنطقة الصناعية على أراضيها من خلال توفير فرص عمل للشباب، حيث يعمل شباب القرية بالنظافة والأمن ولا شىء غير ذلك.
من جانبه، أكد المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية، أن المحافظة قررت تخصيص 3 ملايين جنيه لصالح مشروع الصرف الصحى بالقرية وتتحمل الشركة القابضة لمياه الشرب ومياه الصرف 7 ملايين أخرى، حيث تبدأ الشركة المنفذة للمشروع عملها بالمواقع بداية من الأسبوع القادم بعد انتهاء التصميمات لشبكات الصرف الصحى، بالإضافة إلى نزح المياه وتطهير المصرف الخاص بالقرية وتغطيته، مشيراً إلى أنه سيتم البدء فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى بكفور الرمل فى 1/ 11/ 2012، مشدداً على أن المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع تنحية المطالب الخاصة وتغليب المصلحة العامة، وأن هناك طرقاً كفلها القانون للتعبير عن الرأى، كما كفل القانون طرقاً لمعاقبة الخارجين عنه ويجب على الجميع الالتزام بالقانون حرصاً على صالح هذا البلد.
فيما رفض الأهالى وعود المحافظة، وقرروا استمرار الاحتجاج وإغلاق محطة الصرف ورفعوا عددا من المطالب، منها «عمل صرف صحى بالقرية والعزب المجاورة لها، وصرف إعانات عاجلة لأسر المتوفين والمصابين جراء مخلفات المصانع وعلاج المرضى على نفقة الدولة، وربط مشروع المياه بالقرية للقوات المسلحة وتعمل تحت إشرافه لتوفير كوب مياه نظيف، بالإضافة إلى تغطية المصرف بالقرية بعد تطهيرة، وإلزام كافة المصانع بقويسنا بإنشاء وحدات معالجة للمخلفات الصناعية، وكذلك توفير فرص عمل مناسبة لشباب القرية بالمصانع».
واستمر قطع الطريق وإغلاق البوابات الرئيسية للمنطقة الصناعية، احتجاجاً على غرق القرية وعدد من المناطق بالمنطقة الصناعية بمياه الصرف الصحى وانتشار الأوبئة والأمراض بسبب مياه الصرف والكيماويات الناتجة عن مخلفات مصانع الجلود والأدوية الملاصقة لمنازل القرية، رافضين فتح الطريق والسماح بالعمل فى محطة الصرف التابعة للمنطقة الصناعية بعد تدخل المهندس صبرى عامر، نائب مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، الذى استمع لشكاوى المواطنين.
وكشفت مصادر بالمنطقة الصناعيةعن أن الخسائر على مدار اليومين الماضيين بلغت مليوناً و600 ألف جنيه، بالإضافة إلى إغلاق عدد من المصانع مثل مصنع الجلود ومصنع سيجما للأدوية.