أستاذ اجتماع سياسي: صراع الدولة مع "الإخوان" قارب على الانتهاء بعد القبض على "بديع"
قال دكتور جمال أبوشنب، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة حلوان، إن إلقاء القبض على محمد بديع، المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين، كان متوقعًا؛ لأن مصر في مرحلة لا يمكن لأي طرف أن يملي إرادته على الطرف الآخر فيها بغض النظر عن انتمائه، مؤكدًا أن الصراع بين الدولة وتنظيم الإخوان غير متكافئ إطلاقًا، ومحسوم لصالح الدولة، مضيفًا أن الصراع لا يشمل تنظيم الإخوان فقط، بل مضاف إليه التنظيم الدولي في ظل تحالفات دولية وإقليمية، مضيفًا أن هذا الصراع سينتهي بعد القبض على رؤوس تنظيم الإخوان تباعًا.
وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، في تصريح لـ"الوطن"، أن الدولة تستطيع أن تحسم الصراع بإظهار قدرتها على فرض سيطرتها، وأن يكون ذلك عن طريق توضيح قدرتها المادية على أرض الواقع والحفاظ على الممتلكات العامة وممتلكات الدولة، مشيرًا إلى أحداث يومي الأربعاء والجمعة وحرق الميدان وقتل الآلاف والفساد الذي عمَّ البلاد شرقا وغربا بأنها كانت تهدف لقتل الدولة المصرية ممثلة في الجيش والأمن، مؤكدًا أن هذه الأحداث هي ذروة الصراع والأكثر حِدَّة في فرض الإرادة.
وأشار جمال أبوشنب إلى أن الأيام التالية ستثبت قِلة حدّة الصراع المادي على الأرض مع الإخوان، وذلك بدليل نقص أعداد المظاهرات وقلة كفاءة القدرة التنظيمة بشكل ملحوظ؛ بسبب قدرة الدولة في القبض على رؤوس التنظيم، سواء من المكاتب الإدارية أو أشخاص تعطي التعليمات، إلى جانب الخلل الذي تعاني منه مصادر التمويل، بالإضافة إلى تأثير فض اعتصام ميدان رابعة العدوية بشأن التعليمات الموجهة للقيادات الحركية المتواجدة خارجه؛ لأنهم كانوا متواجدين في مكان مركزي، لوجود القيادات والتعامل مع الناس مباشرة والمعونات المادية التي كانوا يتلقونها، والبث المباشر لهم من خلال قناة الجزيرة، مضيفًا أن كل هذه العوامل أصبحت ضعيفة جدًا على أرض الواقع.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسي، أنه يستطيع التنبؤ بالمرحلة المقبلة على أسس علمية بأنها ستلحق بتتبعات مقبلة، ولكن ستكون أقل حدة وستنتهي عمليات المقاومة من قِبل التنظيم الدولي والجماعة داخل مصر، وتظهر هذه التتبعات في الدوائر وليس المركز، ولن تؤثر في مدى استقرار الدولة والمجتمع.
وشدد أبوشنب على أنه في الوجه المقابل وهو الدولة المصرية لابد أن تسعى وفي وقت قصير لما يطلق عليه "التكامل والاستقرار السياسي"، والوحدة الوطنية بين المجتمع ورفع الروح المعنوية، وتسرع في تنفيذ خريطة المستقبل؛ حتى تثبت للمجتمع الدولي والمحلي أنها قادرة على تنفيذ هذه الخطة من أجل إرادة الشعب، وبالتالي سيحترم الخارج الداخل، ولن يستطيع أن يأخذ مواقف عدائية من خلال الادعاءات والأكاذيب التي يرددها.