أزمة فى «القومى للسينما» بسبب تترات «صندوق الدنيا»

تقدمت مخرجة الرسوم المتحركة مروة كامل، الموظفة بالمركز القومى للسينما، بشكاوى رسمية إلى رئيس المركز الدكتور خالد عبدالجليل، وإلى مسعد فودة نقيب المهن السينمائية، ضد منار حسنى مدير عام الإدارات الإنتاجية بالمركز القومى للسينما، تتهمها بعد الالتزام بآداب وأخلاقيات المهنة، وعدم مراعاتها للحقوق الأدبية لزملائها واضطهادها كمخرجة، والضغط عليها لإعادة صياغة تترات فيلمها «صندوق الدنيا»، ونسب العمل إلى العاملين الحاليين (منار حسنى، ورئيس المركز الحالى) بدلاً من مدير عام الإدارات الإنتاجية ورئيس المركز السابقين، الذى تم إنتاج الفيلم فى عهدهما، وبدون وجه حق.

وعن بدايات المشكلة، قالت مروة كامل إنها أخرجت أول فيلم لها «صندوق الدنيا» فى 2016، بالمركز القومى للسينما، بعد أن تم اعتماد ميزانية تقديرية للفيلم قيمتها 48 ألف جنيه، وتم تصنيع الديكور بإشراف المستشار الفنى للفيلم المهندس فوزى العوامرى، وانتهت جميع مراحل الفيلم فى ظل تولى سحر الدالى منصب مدير عام إدارة الإنتاج، والدكتور أحمد عواض منصب رئيس المركز القومى للسينما، وهو ما تم توثيقه على تترات الفيلم، ويحتفظ كل من القائمين على صناعة الفيلم بنسخة منه.

وأضافت «مروة» لـ«الوطن»: «الفيلم عُرض بتتره الأصلى فى عدد من المهرجانات المحلية والدولية، منها مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة 2017، ومهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة 2017، الذى ينظمه المركز القومى للسينما».

وأكملت: «منذ تولى منار حسنى منصبها، وهى تساومنى وتضغط علىّ بقوة لتغيير تترات الفيلم، ووضع اسمها بدلاً من مدير عام الإدارات الإنتاجية السابق، وإضافة اسم الدكتور خالد عبدالجليل، بدلاً من رئيس المركز السابق، الأمر الذى رفضته شكلاً وموضوعاً، باعتباره منافياً للحقوق الأدبية للعاملين بالعمل».

وتابعت: «أوقفت المدير العام للإدارات الإنتاجية، صرف جميع المستحقات المالية للعاملين بالفيلم، كما رفضت مشاركته فى المهرجانات، مثل مهرجان الأردن السينمائى 2017، ومهرجان الشارقة لسينما الأطفال 2017، وبعثت إلىّ برسالة مفادها أننى إذا لم أوافق على تغيير تترات (صندوق الدنيا)، فلن يكون فى استطاعتى عرضه فى أى أحداث فنية، وإذا طرحت العمل فى مسابقات وفعاليات سينمائية، سيقوم المركز بتحريك دعوى قضائية ضدى».

واستطردت: «أصدرت إدارة الشئون القانونية بالمركز فتوى رقم 36 لسنة 2017، مجاملة لمدير عام الإنتاج، حيث منحتها حق تغيير تترات فيلمى (صندوق الدنيا)، ووضع اسمها واسم رئيس المركز الحالى عليها، بدلاً من مديرة الإدارات الإنتاجية ورئيس المركز السابقين».

وفى السياق ذاته، نفت منار حسنى، مدير عام الإدارات الإنتاجية بالمركز القومى للسينما، فى تصريح لـ«الوطن»، علمها بالشكويين المقدمتين ضدها، قائلة: «لا أعرف أى شىء عن هذا الأمر، ولم يصلنى إفادة بالشكوى من نقابة المهن السينمائية، ولم تطلبنى الشئون القانونية بالمركز القومى للسينما للتحقيق».

ومن جانبه، قال مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، إنه تلقى شكوى من المخرجة مروة كامل، وحوّلها إلى لجنة التحقيق المختصة التى يترأسها نائب رئيس مجلس الدولة، رئيس محكمة القضاء الإدارى، مضيفاً: «تدخل النقيب فى عمل اللجنة يُبطل عملها، حيث لا يتعدى دوره الاطلاع على نتيجة التحقيق التى تسلم إلى مجلس الإدارة لاعتماد القرار».

وقال فوزى العوامرى، مهندس الديكور بالمركز القومى للسينما، المشرف الفنى على فيلم «صندوق الدنيا»: «خالد عبدالجليل ومنار حسنى من أعز أصدقائى منذ ما يزيد على 30 عاماً، والفيلم تم الانتهاء من تنفيذه فى عهد أحمد عواض رئيس المركز السابق، وسحر الدالى مدير إدارات الإنتاج السابقة، ولا يجوز تغيير تترات العمل بعد الانتهاء من صناعته، وكل من شارك فى إعداده محتفظ بنسخة منه وهذا حقه».

وتابع: «(صندوق الدنيا) تم عرضه فى عدد من المهرجانات، بعضها تولى المركز تنظيمها، وهذه الأيام تقول الشئون القانونية إن الفيلم لم يتم إدخاله إلى الأرشيف حتى الآن، وهذه إجراءات ورقية، وليست من اختصاصات الإدارة أو صنّاع الفيلم، وقد تكون هذه ذريعة لتعديله، والمتضرر الحقيقى فى هذا الشأن هو المال العام الذى أُنفق لصناعة العمل».