«ليلى» مريضة سرطان.. وابنتها «عاجزة».. مين هيخدم مين؟
الأم مريضة السرطان
شقة شبه خالية من الأثاث، ستائرها سوداء تعكس حال سكانها، أم خرجت على المعاش بعد أن نهش السرطان جسدها، وابنة أجبرها المرض على ترك وظيفتها، بعدما التهبت أعصابها للدرجة التى أفقدتها الحركة قبل ثلاث سنوات، لتبدأ عهداً جديداً من حياتها فوق مقعد متحرك.
الأم باكية: «عالجوا بنتى ومش مهم أنا»
حيرة شديدة تراود الأم وابنتها، عقب رحيل الأب والابن الوحيد، بقيت كل منهما تتساءل عن الطريقة التى يمكن بها التعامل مع الأمر، فى منطقة سرايا القبة، تنظر «ليلى»، الأم ذات الـ66 عاماً لابنتها فاطمة، الشابة الثلاثينية، حيث تعجز أى منهما عن الاتكاء على الأخرى، كتف منهك وجسد محشو بالأدوية.
تضطر الأم بحكم الحالة الصحية لتحمّل مسئولية «فاطمة»، حيث تحضر الطعام وترعى المنزل وتساعد صغيرتها على قضاء حوائجها، لكن مزيداً من جلسات العلاج الكيميائى، يجعل المهمة أصعب فأصعب، ما دفعها للتوقف عن تناول العلاج «البنت حالتها اتدهورت، والدكاترة مفيش حد فيهم بيبل ريقى، قفلوا الباب فى وشى وقالولى بنتك مفيش منها رجا، بس أملى فى ربنا كبير ومنتظرة معجزة من عنده».
هكذا تواصل إعطاء ابنتها المسكنات «آخر دكتور روحت له بخصوص بنتى خرجت من عيادته تايهة فى الشوارع، وقعت قدام عربية ما فوقتش غير على إصابة فى راسى ووشى، كنت أتمنى أموت ما بقتش قادرة أستحمل».
دموع لا تجف تذرفها الأم على فتاتها باستمرار بعدما تبدل حالها من فتاة تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وتسلمت عملها بإحدى شركات البترول، إلى فتاة ذابلة من شدة الألم تخرج منها صرخات لا تنقطع «بتفضل صاحية لحد 6 الصبح تتوجع»، كلمات محملة بالدموع والحسرات تخرج من جوف الأم، واصفة مرضها بالحرب الشرسة التى لا تكف عن القصف «نفسى فى دكتور من برا يعالجها، الدكاترة هنا مش عارفين هى عندها إيه بالظبط والشركة اللى كانت شغالة فيها صرفت على علاجها لحد ما وصلت للحد الأقصى والحالة كل يوم أصعب من الأول».