حوار مع إرهابي.. هيكل يستفز منفذ حادث المنشية وأديب يهادن ناجي الواحات
صورة أرشيفية
أثار حوار الإعلامي عماد الدين أديب مع إرهابي الواحات الليبي الناجي من عملية تطهير صحراء الواحات، عبدالرحيم المسماري، أمس على قناة "الحياة" الفضائية، جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض لفكرة إجراء الحوار من الأساس أو على بعض الأسئلة التي رأى البعض أنها كانت محورية ولم يتناولها "أديب".
الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حاور إرهابيا هو الآخر، لكن عام 1954 وتحديدا عقب محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فيما عرف إعلاميا بـ"حادث المنشية" الذي نفذ في يوم 26 أكتوبر، لينشر حوارا مع منفذ الهجوم محمود عبداللطيف بعد 4 أيام فقط من الحادث، وتحديدا يوم 30 من الشهر ذاته، بعنوان "الجاني يتكلم".
وحال عقد مقارنة مع أسئلة "أديب" و"هيكل" في حوارهما نجد اختلافات عديدة، ولكن الفارق بين الحوارين أن مقابلة "هيكل مع عبداللطيف" كانت مكتوبة ولم تسجل انفعلات أو لغة جسد الجاني الذي حاول اغتيال "عبدالناصر"، أو الأسلوب الذي كان يطرح به "هيكل" أسئلته، أما حوار "أديب" مع الناجي من تطهير الواحات فكان مصورا، لتظهر انفعالاته وطريقة طرح أسئلته على الإرهابي.
"هيكل" في حواره سيطر بشكل أو بآخر على الجانب الآخر، وهو محمود عبداللطيف حتى جعله ينفعل، ويؤكد عدم طاعته لمرشد جماعة الإخوان المسلمين "حسبما وصف هيكل في حواره"، أما إرهابي الواحات خلال حواره أمس كان يحاول التظاهر بالتماسك عبر ابتسامته الهادئة من حين لآخر، كما أنه كرر إجابة بعض الأسئلة مرتين حتى يخفي معلومة ما أراد "أديب" الحصول عليها، وكان من الواضح تدريبه على كيفية تخطى الاستجوابات، على عكس منفذ حادث المنشية، الذي كانت واضحة عليه علامات التوتر، لأنه كان يحرك يديه من حين لآخر، حسب وصف "هيكل".
بينما "أديب" لم يستفز إرهابي الواحات الأجنبي الناجي، لأنه كان هادئا للغاية وتسيطر عليه المشاعر السلبية، وكان من السهل أن ينهار حال محاولة "أديب" استفزازه، ويظهر شخصًا ضعيفًا مرتبكًا لا يملك السيطرة على نفسه، لكنه أصر على مهاجمة الدولة والجيش والشرطة.
أما "هيكل" فقد أخرج من صدر "عبداللطيف" شهادة في حق "عبدالناصر"، حيث قال: "جمال عبدالناصر شجاع لأنه واصل الحديث أمام الجماهير حتى في أعقاب إطلاق الرصاص عليه".