مصر وإسرائيل.. سنوات «السلام البارد»
الرئيس الراحل أنور السادات
على المنصة الرئيسية بمجلس الشعب، وقف الرئيس أنور السادات عشية يوم 9 نوفمبر عام 1977 ليعلن أنه على استعداد للذهاب إلى «آخر مكان فى الأرض.. إلى الكنيست ذاته»، من أجل حماية أفراد الجيش المصرى، لم يتوقع أحد ممن سمع السادات فى تلك الليلة أن الحجر الذى ألقاه الرئيس الراحل سيحرك المياه الراكدة بين مصر وإسرائيل، بعد جمود دام لما يقرب من 30 عاماً منذ إعلان قيام الدولة العبرية، تخللتها حروب ومؤامرات ودسائس، كما لم يتوقع أحد أن الأمر لن يستغرق سوى عشرة أيام فقط، لتهبط طائرة مصرية مساء يوم 19 نوفمبر للمرة الأولى فى تاريخ إسرائيل إلى أرضية مطار بن جوريون، حاملة على متنها الرئيس السادات وعدداً من المسئولين المصريين، ذهبوا هناك كما قيل وقتها ليفتحوا صفحة جديدة فى كتاب جديد يحمل عنوان «السلام».
بعد 40 عاماً على زيارة «السادات» للقدس
40 عاماً كاملة تمر اليوم على الزيارة التى غيرت الخريطة السياسية للمنطقة العربية بأكملها، ورغم ذلك يظل السلام بين الدولتين بما يستتبعه من تطبيع كامل فى العلاقات مرهوناً بمواقف من يرفضون التطبيع كما رفضوا الزيارة، رغم وجود أجيال جديدة لم تعِش تلك الأيام، ورغم اتفاقيات اقتصادية قائمة بالفعل بين البلدين، ورغم الزيارات التى لم تنقطع بين مسئولى الدولتين، على مدار أربعين عاماً.