«قائمة الأزهر للفتوى» تثير غضب الأزهريين بسبب «تأييدها للإخوان»
الطيب
سادت حالة من الغضب بين الأزهريين، بشأن قائمة الأزهر، التى قدمتها المشيخة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وتضمنت 30 اسماً اعتمدهم الأزهر للتصدى للفتوى فى وسائل الإعلام، بعد أن ضمت القائمة عدداً من المؤيدين والمتعاطفين مع الإخوان، والمدافعين عن اعتصام رابعة العدوية، والمؤيدين لهجوم التنظيم على الدولة، ما يتضح من تدويناتهم السابقة عبر صفحاتهم الشخصية على موقع «فيس بوك».
تدوينات أعضاء القائمة حملت إساءات للجيش والشرطة وهجوماً على القوى المدنية.. و«هندى»: بعيدون عن المنهج الوسطى
ففى 28 يوليو 2013، شارك الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بالدقهلية، الذى اختاره الأزهر ضمن قائمة المفتين، عبر صفحته على «فيس بوك» نعياً لأحد المتوفين فى اعتصام ميدان رابعة، جاء فيه: «رأيته أمس فى رابعة، سلاحه القرآن، وخوذته لا إله إلا الله، ودرعه حسبنا الله ونعم الوكيل، فسلاماً يا شيخنا، وبلغ ربنا أننا على العهد باقون وفى الميادين صامدون، وعشت كريماً ومت سعيداً شهيداً». وهاجم «عبدالحميد رميح»، أحد أعضاء قائمة الأزهر للإفتاء، فى تدوينة له 22 سبتمبر 2013، وزارة الداخلية، وشارك صورة تحمل سباً وقذفاً للشرطة ورجالها مكتوباً عليها: «أول درس على السبورة.. الداخلية كلاب مسعورة»، كما شارك فى 24 سبتمبر 2013 من صفحة تابعة لأنصار حازم صلاح أبوإسماعيل، صورة أخرى عليها: «يسقط حكم العسكر والسيسى»، وطبع على الصورة شعار موقع نبض رابعة، فضلاً عن صورة أخرى لتيشيرت أصفر عليه شعار رابعة بتاريخ 6 سبتمبر 2013.
وشارك أحمد عبدالعظيم الطباخ، عضو قائمة الأزهر، عبر صفحته بـ«فيس بوك» فى 7 ديسمبر 2012 صورة للرئيس المعزول محمد مرسى، من صفحة رابطة الإخوان بالعالم، كتب عليها «اللهم كن مع عبدك مرسى»، وأسفلها تدوينة مطولة لكلمات لسيد قطب مؤسس العنف والمنظر الأول له داخل تنظيم الإخوان. وهاجم «الطباخ» القوى المدنية فى 7 ديسمبر 2012، وهو وقت ذروة الخلاف مع الإخوان، وشارك صورة من صفحة «رد السهام عن جماعة الإخوان»، كتب عليها: «الليبراليون ديكتاتوريون جُدد، أسقطتهم الصناديق ويعاقبون الشعب على اختياره بالعنف والفوضى وإسقاط مصر لعل تأتيهم مصلحة من جهة أو دولة ما».
من جانبه، قال محمد أبوحامد، عضو مجلس النواب، لـ«الوطن» إن مثل هذه التدوينات لا تثير اندهاشه، لأن هناك تصريحات وفيديوهات لقيادات حالية فى الأزهر كانت فى خندق الإخوان، قبل وبعد 30 يونيو، مضيفاً: «تداول هذه المعلومات يوضح للمواطنين ما حذرنا منه من قبل، فالكثير من قيادات الأزهر الحالية غير منتمية للأزهر، ولها ميول بعيدة كل البعد عن المنهج الوسطى بل تتبنى التشدد».
وتابع «أبوحامد»: «من يأمل فى شىء من الأزهر فى الوقت الحالى، فهو واهم، فمؤسسات الأزهر على أرض الواقع للأسف خارج نطاق الخدمة، وهى تحتاج إلى إعادة تنظيمه بقانون جديد، يُفعل دورها ويحدد الواجبات والمهام المنوطة بكل هيئة، لأن القانون الحالى ليس به ما يلزم الأزهر ومؤسساته بشىء كالتطوير والتجديد، أو مواجهة الأفكار المتشددة، والأمر خاضع لرؤية شيخ الأزهر، وبعض القيادات التى تتبنى رؤية بعيدة كل البعد عن الأزهر». واستطرد «أبوحامد»: «طالما أن القانون الحالى مستمر وهو قانون 103 فسيظل الحال كما هو عليه، مجرد مؤسسة حكومية كبيرة تؤدى أنشطة لا عائد منها ولا أثر، فضلاً عن أنها ملجأ ومعقل لأفكار غير أزهرية». مؤكداً أن غياب دور الأزهر سببه الأول وجود قيادات خياراتها ومواقفها شديدة الالتصاق بجماعات الإسلام السياسية التى تعيش حالة من العداء للدولة.
وقال عبدالغنى هندى، عضو لجنة إصلاح الأزهر، إن هناك حالة من الغضب بين الأزهريين المخلصين بسبب تلك التدوينات التى أخرجها شباب أزهريون كردة فعل واعتراض على سوء اختيار الأزهر لممثليه ومفتيه، وتعمده اختيار أئمة موالين لفكر الجماعة المتطرفة وممن كانوا يتبنون مواقفها، ما يوضح مدى البعد الذى وصل إليه حال قيادات الأزهر عن المنهج الأزهرى الوسطى وعن الوطن والمواطنين.
وقال حسين القاضى، الباحث فى شئون الأزهر: «إن وجود موالين من الإخوان بالقائمة مصيبة، فبعد افتقاد أكثر أعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية واللجنة العلمية لترقية العديد من الأساتذة الذين يعدون قامات علمية كبيرة الآن، نكتشف أن بينهم موالين للإخوان، فى حين أن القائمة استبعدت أكثر المتخصصين وأعلمهم بالفتوى وعلومها».
فى المقابل، أكد المركز الإعلامى للأزهر، أن مشاركة الأزهر فى إعداد قائمة العلماء الذين لهم حق الفتوى التى أعلنها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، جاءت بناءً على طلب تلقاه الأزهر من المجلس، أبدى فيه الأخير رغبته فى ترشيح الأزهر بعض علمائه المؤهلين للإفتاء الذين يمكن الاستعانة بهم فى الإفتاء عبر وسائل الإعلام، ولديهم الوقت للظهور فى البرامج والقنوات.