أهالى الشهيد معوض: «كان حلم حياته يطلّع أبوه وأمه الحج»
فى عزبة شماعة، التابعة لقرية سنتريس بأشمون، محافظة المنوفية، تكسو ملامح الحزن أرجاء المكان، حيث تجلس الكثير من السيدات المتشحات بالسواد، أمام منزل الشهيد معوض حسن معوض، يتقدمن بواجب العزاء، ويحاولن التخفيف عن أمه المكلومة وزوجته الشابة، التى لم يمر على زواجها سوى عامين فقط، بينما تتوافد الأخريات على المنزل للغرض نفسه وسط حالة من النحيب والعويل المستمر، لا تقوى والدة الشهيد على الكلام، قدماها لا تحملانها ولا تستطيع تدارك الأمر.[SecondImage]
بالقرب من السيدات يستعد الأهل لتلقى العزاء فى الفقيد، ويشرفون على نصب الصوان، فيما يقف شقيقه الأكبر بجوار والده الستينى، يحاولان استيعاب الصدمة، وقد ملأت الدموع عيونهم. «بعد لما مشى الصبح هو وإسماعيل صاحبه اتصلت بيه الضهر، وسألته انت فين؟ قال: لسه فى المرج وهنوصل على المغرب، عشان الطريق وحش والمواصلات مش مظبوطة الأيام دى، وبالليل كلمته تانى وقال لى هنبيت هنا، عالقهوة والميكروباصات هتودينا لحد رفح»، هكذا يقول محمد حسن، شقيق الشهيد معوض، فى بداية حديثه، يحاول شقيق الفقيد تمالك أعصابه، يتماسك قليلا ويكمل: «تانى يوم سمعنا فى التليفزيون إن فيه عساكر اتقتلوا وهما رايحين المعسكر، اتصلنا بيه تليفونه كان مقفول، جبنا رقم زميله إسماعيل برضو تليفونه كان مقفول، قلقنا أكتر، المهم لما اتصلنا بيهم تانى رد علينا ظابط وسألناه عن معوض قال شوية وهكلمكم وبعدين اتصلنا بيه، وقال كل العساكر ماتت ما عدا اتنين». ينخفض صوته قليلا ويخرج بصعوبة ثم يتابع: «عرفنا بقى إنه مات وبعدين اسمه جه فى النت والتليفزيون». يتجاذب منه أطراف الحديث عمه سمير ليقول متماسكا: «طلعنا على مصر ورحنا مستشفى المعادى العسكرى بعد ما قالوا إن الجثث هتروح عليه، لأن فيه معاهم مصابين، ولما وصلنا قالوا هييجوا على مستشفى الحلمية، ورحنا ملقناش حد رجعنا على البلد قبل حظر التجول وبعدين قالوا إن الشهداء هيوصلوا مطار ألماظة بالليل».[ThirdImage]
والد الشهيد حسن معوض يقول بحزن: «الناس كانت مستنية معوض من قبل المغرب، كان هنا حوالى أكتر من 10 آلاف واحد من البلد والبلاد اللى حوالينا، شالوه على أكتافهم فى الجنازة ومشينا مسافة 3 كيلو لحد المدافن.. الناس كلها كانت بتحب ابنى كان فى حاله محدش كان بيسمع له صوت، معوض ابنى شغال نجار موبيليا، لما كان بينزل إجازته كان بيشتغل فى الورشة عشان مصاريفه ومصاريف بيته هيعمل إيه يعنى، ومتجوز من سنتين وسايب طفل صغير عمره سنة واحدة اسمه يوسف عمل إيه عشان يقتلوه هناك».
الأخبار المتعلقة:
والد الشهيد «عبدالرحمن»: ذهبت لقبر شقيقه وأخبرته بقدوم أخيه له
أهالى الشهيد «عبداللطيف»: لم نخبر والدته حتى لا تموت من الحزن
أسرة «عبدالفتاح»: «كان مستنى الموت»
والدة الشهيد «ممدوح»: «حسبنا الله ونعم الوكيل»
أسرة «حجازى»: ذهب لتسلم «الشهادة».. فنال «الشهادة»
القليوبية ودعت شهيديها بهتاف «لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله»
والدة «المجند الضاحك»: «عمرو» كان ابن موت.. وأنا فخورة بيه
والدة «عفيفى»: «قال لى هجيب الشهادة.. وهبقى معاكى على طول»
«النص».. أصغر شهداء مذبحة رفح
أسرة الشهيد «الطنطى»: «ابننا راح سينا وهو بيرقص عشان هيجيب شهادة نهاية الخدمة.. رجع بشهادة الوفاة»
«دولا يا سينا أهالى الشهدا»