حكاية من قصر رئاسي| الكرملين.. مقر حكم روسي حوله "بوتين" لحديقة حيوان
ببذلة رسمية وبنية قوية ولباقة شديدة وردود صارمة، اعتاد أن يطل على كبار رجال دولته والعالم أجمع، سواء في اللقاءات العادية أو القمم والمؤتمرات الدولية، فهو أكثر الرؤساء الروس ذكاءا ودهائا، بعد أن اكتسب خبرة ضخمة وقضى أغلب عمره بين أروقة الجيش والسياسة والدبلوماسية، ولكن ذلك لم ينسيه هواياته ومغامراته واستمتاعه بالحياة على طريقته الخاصة، ليخلع بذلته الرسمية التي يهابها العديدون في الكثير من الأحيان، ويرتدي ثيابا أخرى للسباحة تارة، وأخرى للصيد، أو يلهو مع حيوانه المفضل، ليكسر القاعدة بشدة بأن يحوّل الرئيس فلاديمير بوتين قصر الرئاسة الروسي إلى أشبه بـ"حديقة حيوان".
القصور الرئاسية.. ربما لم يتسنَ إلا لفئة قليلة زيارة تلك القلاع المحصنة بمختلف دول العالم، التي شهدت جدرانها العديد من الأحداث المهمة في تاريخ البلدان من تحديد مصائر شعوب واختلافات واتفاقيات سرية، لتصبح شاهدا على أمور لم تُروى من قبل، تحملها في طياتها بين الرسوم والنقوش المعمارية المتميزة، ولذلك فلكل قصر رئاسي حكاية خاصة، ستتناولها "الوطن" ضمن سلسة "حكاية من قصر رئاسي" خلال الفترة المقبلة.
على مساحة تبلغ 275 ألف متر مربع، وارتفاع 25 متر، بتل "بوروفيتسكي" في الطرف الأيسر لنهر موسكوفا، شيدّ "الكرملين" الذي يعني بالروسية القلعة أو الحصن، في القرن الرابع عشر، ثم تم تجديده في القرن السادس عشر على يد مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا، ليصبح المبنى الأهم والأشهر في تاريخ روسيا الاتحادية لكونه مقرا للرئيس، ولكن بوتين الذي يحكم البلاد منذ عام 2000، وضع به بصمة خاصة للغاية حيث جعل حديقته تعج بالحيوانات.
"رئيسا محبا للحيوانات".. هو اللقب الذي اكتسبه بوتين لامتلاكه العديد من الحيوانات الأليفة، وقائمة طويلة من الصور التذكارية مع الحيوانات البرية، تعبر عن حبه الشديد للحيوانات، وعلى رأسهم "كوني" كلب بوتين المدلل، صديقه منذ طفولته، الذي رباه بوتين بنفسه، حيث ظهر معه في عدة مناسبات عامة واجتماعات مهمة، والتقطت له عدة صور برفقة الرئيس الروسي، من بينها صورة يظهر فيها مدى رعب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب حجمه الضخم.
تلقى الرئيس الكثير من التحف والهدايا طوال فترة رئاسته، وتربعت الحيوانات على تلك القائمة كالكلاب والخيل والزواحف، وكان آخرهم في عيد مولده الـ65 السابق، بأكتوبر الماضي، من الزعيم التركماني "قربان قولي بردي محمدوف" على هامش زيارة الأخير إلى موسكو في إطار قمتي بلدان رابطة الدول المستقلة، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والذي أهداه "جرو"، وقال "بردي محمدوف"، لدى تسليم الهدية لبوتين، إن "هذا هو صديقنا المشترك، وهو الوحيد من نوعه في العالم، واسمه ألاباي، أي الوفي".
الفهدين "لوسا وجنرالا"، كانوا هدية باقة أيضا من الرئيس التركماني لـ"بوتين" في 2010، ويعيشان حاليا في مركز خاص للحيوانات المتوحشة.
لم يكن الجرو "ألاباي" هو الحيوان الوحيد الذي يتلقاه بوتين المسؤولين الروس وعدد من زعماء وقادة العالم، فهو يعدّ بمثابة "تقليد"، بحسب موقع "روسيا اليوم"، أطلقه وزير الطوارئ السابق، ووزير الدفاع الروسي الحالي سيرغي شويغو إذ أهداه، عام 2000، جرو كلب لابرادور يدعى "كوني".
يمتلك بوتين أيضا عددا من الأحصنة المميزة، حيث أهداه مسبقا يغور سترويف، حاكم مقاطعة أورلوف فرسا روسية أصيلة من سلالة أورلوف القادرة على حمل الأثقال ومقاومة البرد والصقيع، بالإضافة إلى حصانا أخرا أهداه له مرتضى رحمانوف، رئيس جمهورية بشكيريا الروسية، في 2001، وثالثا من رئيس جمهورية تتارستان الروسية مينتيمير شايمييف، في 2005، الذي أهداه فرس البوني القزم "فادك".
"خرافية".. هو الوصف الذي أطلقه بوتين عن عنزته البيضاء الجميلة، الذي أهداه أياها عمدة موسكو يوري لوجكوف في 2001، ، تلقى بوتين "تحفة" ثمينة أخرى من القائمين على إحدى المحميات في الشرق الأقصى الروسي لبوة سمّيت "ماشا"، في 2008.
لم يقتصر الأمر لدى بوتين على ذلك فقط، بل أقام مسابقة في 2008، لاختيار اسما مميزا لجرو كلب بوليسي نادر من رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، الذي كان مميزا لدرجة صعب فيها اختيار اسم له، حتى قرر الكرملين إعلان مسابقة خاصة بين الأطفال لأفضل اسم للجرو، حتى وقع الاختيار على اسم "بافي" الذي انتقاه الطفل ديما سوكولوف.
وفي 2012، أهدى نوريخيسا ساتاكا حاكم محافظة أكيتا اليابانية الرئيس بوتين جروا متحدرا من أعرق سلالات الكلاب اليابانية واسمه يوماي، أما العاهل الأردني عبد الله الثاني، فقد عبّر لبوتين عن مشاعره بإهدائه ثلاثة خيول عربية أصيلة.
الهدية الغريبة التي تلقاها بوتين وانضمت إلى حديقة حيواناته، كانت تمساحا في الخمسين من عمره جاء به إلى روسيا الرئيس المولدوفي فلاديمير فورونين عام 2002.