«فهمى»: لن نفرط فى أمننا القومى مقابل المساعدات الخارجية.. وندرس الاستغناء عنها
أكد الدكتور نبيل فهمى وزير الخارجية أن مصر تمر بمرحلة شديدة الحساسية، مشددا على أن هناك رفضا لأى ترهيب أو ترويع للمصريين، وأن الدولة المصرية ستظل قامتها مرفوعة، مضيفا أن الظروف الراهنة قد تعطلنا بعض الوقت، لكنها لن تمنعنا من الإعداد لما هو قادم وتنفيذ خارطة الطريق.
وأوضح وزير الخارجية فى تصريحات للوفد الإعلامى المرافق له خلال زيارته الحالية لجنوب السودان، أن هناك تخاذلا دوليا فى عدم المصارحة بشأن ما يحدث فى مصر، خاصة حرق الكنائس وارتكاب أعمال عنف، وأكد أننا لن ننجح فى أى حوار سياسى فى مصر إلا مع وقف العنف تماما على الأرض.
وطالب «فهمى» المصريين بأن يثقوا فى أنفسهم ويطمئنوا أنه لن يكون هناك أى مجال لخيارات بين الأمن القومى المصرى والمساعدات الخارجية، وأضاف أن الهدف من عملية مراجعة المساعدات الخارجية لمصر التى تجريها الخارجية حاليا هو أن نرى ما نستفيد منه والذى نحصل عليه دون أن يكون مرهونا بأوضاع سياسية، ويوجد كثير من المساعدات التى تحصل عليها مصر مفيد وآخر غير مفيد، وما نرى فيه غير فائدة لمصر سنستغنى عنه.
وكشف «فهمى» عن أن العلاقات المصرية الأمريكية تمر الآن بمرحلة اختلاف فى الرؤى وتوتر، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة الأزمة. وأضاف «بدون شك فإن جوهر الاختلاف هو أن الجانب الأمريكى يرى أهمية بل ضرورة أن يكون لتيار الإسلام السياسى وبالتحديد جماعة الإخوان دور فى المعادلة السياسية فى مصر، فى حين أننا نرى أن الباب مفتوح لكل من يحترم خارطة الطريق وينفذ القانون وليس لديه اتهام قانونى».
وأوضح «فهمى» أن المجتمع الدولى بدأ يُعيد قراءته لما يحدث فى مصر وهناك رغبة مصرية فى الانفتاح سياسيا، ولدينا قناعة بأن الإرهاب وترويع المواطنين مرفوض، مشيراً إلى أنه كانت هناك رؤى خاطئة ربطت التطورات التى حدثت على الأرض فى مصر بالمنظور الغربى ومفاهيمه التقليدية حول الانقلابات العسكرية، لكن التطورات فى مصر وما صاحبها من سقوط ضحايا من الجانبين، صاحبها أيضاً تغير تدريجى فى النظرة الخارجية للواقع المصرى، لكن لم يكتمل التغيير بعد، وما زلنا نبذل الجهد من خلال اتصالاتنا مع المسئولين فى مختلف الدول وليس أوروبا فقط.
ولفت «العربى» إلى أن الدعم العربى الصريح لمصر يتزايد، وأنه تلقى اتصالا هاتفيا أثناء زيارته للخرطوم من وزير خارجية العراق هوشيار زيبارى، أكد خلاله دعم العراق الكامل لمصر وشعبها فى هذه الظروف الدقيقة.
وألمح «فهمى» إلى الموقف السعودى من الأحداث فى مصر وقال إن المملكة العربية السعودية ومواقفها التى أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكذلك وزير الخارجية سعود الفيصل، أوضحت بجلاء ودون أى تردد أن ما نشهده من المجتمع الدولى تجاه مصر نظرة قاصرة، وغير مقبولة من أصدقاء مصر الحقيقيين، وهى رسالة سياسية قوية جداً. وأضاف أن الجانب السعودى أكد أنه سيعوض مصر عن أى مساعدات من شأنها الضغط على مصر، وقال «فهمى»: «مصر لا تقبل المساعدات كورقة ضغط، وإذا فكر أحد أن يلعب بهذا الكارت مع مصر سنعيد تقييم ما نحصل عليه من مساعدات».