خبراء: قمة «نيقوسيا» تعزز حقوق مصر في «غاز المتوسط»
الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص- أرشيفية
أكد عدد من الخبراء والسياسيين أن قمة «نيقوسيا» التي تجمع مصر واليونان وقبرص التي تعقد بالعاصمة القبرصية، ويشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس وزراء اليونان أليكس تسيبراس، ورئيس قبرص نيكوس انستاسيادي، أنها تعزز الشراكة الاستراتيجية لمصر مع هذه الدول وتعزز حقها في حقول غاز البحر المتوسط والتعاون المستمر بين الدول الثلاث قد يجعل منها مركز إقليمي لتصدير الغاز لأوروبا وآسيا.
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، إن التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان يعد آلية لزيادة تعزيز الحوار القائم بينهم ما يؤدي لضمان استمرار التفاهم المتبادل في كافة المجالات.
«فهمي»: تؤكد الحضور المصري في إقليم البحر المتوسط.. «اللاوندي»: نواة لتعاون إقليمي في المنطقة
وأضاف «فهمي» لـ«الوطن»: «هذه القمة تتضمن عدة رسائل شديدة الأهمية، أولها تأكيد الحضور المصري في اقليم البحر المتوسط أمام الجهات المتصارعة في المنطقة خاصة بعد تحركات إسرائيل وتركيا الأخيرة في المنطقة»، منوها إلى أن هذا التعاون مع اليونان يحفظ حقوق مصر في الغاز والبترول في البحر المتوسط.
وتابع أن الزيارة تؤكد دورية انعقاد هذه القمة الثلاثية وتحولها من تحالف إلى محور استراتيجي دائم للحفاظ على المصالح المصرية وتكوين الشراكة بين الدول الثلاثة في مجالات تجارية واقتصادية. وأكد أن مصر تؤكد عدم صمتها على حقوقها في الغاز الطبيعي في حقول شرق المتوسط.
وأشار «فهمي» إلى أن أي تعاون مصري يوناني سواء اقتصادي أو سياسي أو مناورات عسكرية مشتركة يزعج تركيا ويزيد القلق لديها من احتمالات تطوير التحالف المصري اليوناني القبرصي وانضمام دول أخرى له فهناك الأردن ولبنان مرشحتان للانضمام وكذلك سوريا وفلسطين.
وقال النائب مصطفى بكري عضو مجلس النواب، إن هذه الزيارة مهمة في ذلك التوقيت وتؤكد على العلاقة الوثيقة التي تربط الدولة المصرية بقبرص واليونان في عدد من القضايا والملفات الهامة وتأتي الزيارة في إطار توطيد هذه العلاقة في كل المجالات.
وأضاف «بكري» لـ«الوطن»، أن هذه الزيارة من المتوقع أن يأتي مردودها بالخير على السياحة والاقتصاد بين الثلاث دول خلال الفترة المقبلة، وستعزز التعاون بينهم في مجال التجارة ومكافحة الإرهاب وتعزز آليات الحوار مع الاتحاد الأوروبي في مختلف القضايا والتحديات التي ترتبط بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط.
وأكد أن الزيارة الهدف منها بحث أطر جديدة للتعاون بين الثلاث دول وإزالة أي معوقات تقف أمام تنفيذ المشروعات المتفق عليها بين مصر وقبرص واليونان، وخاصة التعاون في مجال الطاقة والاستفادة من الاحتياطات الضخمة الموجودة في مصر وقبرص، التي يمكن أن تسهم في تلبية الاحتياجات الأوروبية من الطاقة مستقبلا.
وأشار «بكري»، إلى أن التعاون بشأن حقول الغاز هو أهم ملف سيتم النقاش حوله وخاصة أنها علي وشك الانتاج وهناك دول مثل تركيا تحاول أن تعبث بهذا الملف للتآمر علي مصر وهذا يستدعي بذل الجهود لتوطيد علاقتنا أكثر مع هذه الدول.
وقال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هذه الزيارة تهدف لتوثيق العلاقات بين الثلاث دول، باعتبار أن اليونان وقبرص من دول شرق المتوسط ومصر تعتبر من دول جنوب المتوسط، وهذه القمة الخامسة مع الثلاث دول تستهدف ترسيم الحدود بعد أن كانت هناك قرصنة تقوم بها إسرائيل وتركيا فيما يتعلق بحقول الغاز الذي يخرج من المياه الاقليمية المصرية.
وأضاف «اللاوندي»، أن التعاون المكثف الذي يتم بين الثلاث دول في مجال الطاقة سيقطع الطريق على القرصنة الاسرائيلية التركية في هذا الملف وستجعل مصر وقبرص مركز قوى إقليمي لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا وآسيا.
وتابع أن هذه الزيارة تستهدف أيضا تعميق العلاقات الثنائية مع هذه الدول في المجالات التجارية والاقتصادية والسياحة وأعتقد سيكون لها نتائج مثمرة في هذه الملفات خلال الفترة المقبلة وقد تكون نواة لتعاون اقليمي في منطقة حوض البحر المتوسط.
وأكد «اللاوندي»، أن اليونان وقبرص عضوين دائمين في الاتحاد الأوروبي وهذه الدول تعتبران لسان حال مصر داخل هذا الاتحاد وتتدافع عنها باعتبارها صديق مهم لهما لما تمثله من ثقل في المنطقة وتوطيد العلاقات معهما أمر ضروري يسعى له الرئيس السيسي وهناك تقدم كبير محرز في مواصلة تعزيز التعاون والعلاقات مع قبرص واليونان.