"إندبندنت": أمريكا لا تعرف كم مدنيا بريئا قتلته في الشرق الأوسط
أمريكا
بعد 16 عاما من بدء الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب"، انقلبت حياة الملايين من الناس رأسا على عقب، وظهر تنظيم "داعش" الإرهابي، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية ودول عدة، وضع استراتيجية لمحاربته.
وحتى الآن، لا يزال العراق معرضا لخطر الانفصال. أضف إلى ذلك مقتل عدد لا يحصى من المدنيين العراقيين والسوريين الأبرياء، بسبب المرض وعمليات التعذيب البشعة، التي ينفذها المتمردون المحليون والأجانب، والحملات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا، وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تحقيقا بشأن قضية قتل المدنيين في أماكن محاربة "داعش"، واتضح أنّ التحقيق متعارض مع الإحصائيات التي قدمها "بنتاجون" الأمريكي، حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن 1 من كل 5 غارات جوية قتلت مدنيين، بحسب "إندبندنت".
ورد "بنتاجون" على التقرير بالنفي، مؤكدا أنه أولى عناية كبيرة في التحضير للعمليات العسكرية وتنفيذها، وتعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن 786 مدنيا قتلوا دون قصد بسبب الضربات العسكرية، منذ بدء العمليات ضد "داعش" في يونيو 2014.
وقال المتحدث باسم "بنتاجون" إريك باهون: "الموت المؤسف للمدنيين هو حقيقة حرب محزنة لقلوبنا"، وردا على سؤال بشأن عدد المدنيين الذين قتلوا منذ غزو العراق في العام 2003، قال باهون لـ"إندبندنت" إنه يشك في أنه يستطيع تقدير الرقم.
والحقيقة هي أنه لا أحد يعرف عدد المدنيين الذين قتلوا في العراق، منذ أن شن جورج بوش عملية غزو العراق، ورغم أن القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية حافظت على سجلات جنودها الذين لقوا مصرعهم في أفغانستان والعراق، لكنهم يحاولوا جمع حصيلة عامة لوفيات المدنيين العراقيين، وفقا لـ"إندبندنت".
وأجرت جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، بحثين في هذا الصدد، قدّر البحث الأول الذي نشر في العام 2004، أن ما لا يقل عن 100 ألف عراقي قتلوا نتيجة للحرب، والثاني، الذي نشر في العام 2006، قدر العدد بنحو 650 ألف قتيل مدني، وانتقدت الحكومتان البريطانية والأمريكية النتائج، لكن أصحاب البحثين دافعوا عن المنهجية، وفي العام 2015، خرج تقرير أعده أطباء، يقدر المجموع بما يتجاوز مليون قتيل، حسب "إندبندنت".
وعلقت "إندبندنت" قائلة: "حقيقة الأمر أن لا أحد يعرف، قد يكون الرقم مليون، أو مليونين، وحين نضيف الخسائر المدنية في أفغانستان وغيرها من الأماكن التي حاربت فيها أمريكا (اليمن وباكستان ومالي والنيجر والصومال والفلبين)، يصبح تقدير أعداد المدنيين الضحايا صعب".