سعود السرحان: الجماعات المسلحة تحاول فرض إرادتها على العرب بالقوة
الدكتور سعود السرحان
قال الدكتور سعود السرحان، أمين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، إنه ليس هناك مجتمع عربي وغير عربي في مأمن من الجماعات الإرهابية التي تعصف بالعالم كله، الأمر الذي أصاب الدولة الوطنية بالضعف، مؤكدا أن استقواء المجموعات المسلحة غير الحكومية زاد في الدول العربية كثيرا، مشيرا إلى أن هذه المجموعات الغير شرعية تغلغلت في مفاصل المجتمع وهمشت الدولة وأصبحت لها اليد الطولى في تيسير الأمور، ومنها من يبيح لنفسه أن يكون بديلا عن مؤسسات الدولة الرسمية، مستعليا عليها غير خاضع لقوانينها وغير معترف بها وبما تمثله.
وأضاف "السرحان"، خلال كلمته في الندوة التى نظمتها مكتبة الإسكندرية، تحت عنوان "مستقبل الوطن العربي"، اليوم الاربعاء، أن الحفاظ على الهوية الوطنية بات من أشق الأمور والإتحادات الإقليمية والمناطقية التي قامت في عالمنا العربي على مدار السنين الماضية، لم تستطيع أن تحقق شيئا من آمال الشعوب، والفساد مد جذوره واستطاع أن يقضي على يد التنمية في معظم الوطن العربي، ووسائل الإعلام لا قضية لها سوى تحويل الشعوب العربية إلى مجتمعات مستهلكة.
وأكد"السرحان" أن الحل يمكن في تفعيل دولة القانون في مواجهة التطرف في القول والفعل، دولة تؤمن أن الشفافية والمصارحة وتقبل الأخر وإفساح الصدر له وتحقيق مبدأ التعايش السلمي بين أطياف المجتمع، والإيمان بأن ليس كل من يعارضك هو عدو لك، مشيرا إلى أن سبل النجاه هي تفريغ الكيانات غير الشرعية التي تعمل في الخفاء، كما أنها ستكون من أعظم العوامل المساعدة على تقوية الدولة الوطنية، في مواجهة الجماعات الإرهابية والمجموعات المسلحة التي تريد أن تسرق قرار الدولة وتستولي على شرعيتها السياسة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وبعض المجموعات الحشد الشعبي في العراق.
وأوضح أمين عام مركز الملك فيصل للبحوث، أن هذه الكيانات أو المجموعات الغير شرعية في البلاد، ظنت أنه بإمتلاكها السلاح تستطيع أن تفعل ما تشاء ونسيت أن القوانين الدولية نصت على أنه لا سلاح شرعي إلا سلاح الدولة، ولا يحق لأحد أن يفرض إرداته على مفاصل دولته ومؤسساتها الرسمية، مؤكدا أن إنطلاق التحالف العربي أخذ على عاتقه إعادة الشرعية والحق إلى نصابه في اليمن، كما رفض رفضا قاطعا سلاح "حزب الله"، في لبنان ومحاولاته تهديد باقي مكونات الدولة كي تخضع لأرداته ورؤيته، وإلا كان الثمن التفجير والإغتيال والتآمر مع غير العرب على العرب.
وقال"السرحان" علينا جميعا أن نؤمن أننا في مركب واحد وعلى الدولة أن تأخذ على يد السفيه حتى يرجع عن سفهه"، مؤكدا أن العرب يمكنهم بناء الأمل في نهضة مشتركة يستظل بخيرها كل عربي، مشيرا إلى أن العرب صنعوا التاريخ في مرحلة من مراحل التطور الإنسانى.
وأوضح أنه لابد من أن نعترف بإختلاف مجتمعاتنا العربية، فلكل مجتمع عربي خصوصيته النابعة من طبيعة أرضه التي تراكمت عليها ثقافته ووجوده وحضوره الديني والدنيوي، ولابد من الإعتراف بهذا الأمر لتأسيس أرضية مشتركة يمكن أن نبدأ منها تشخيص الحالة، ثم نعكف على معرفة سبب الداء، ثم نخلص إلى توصيف الدواء بحزم وجد ورغبة عميقة في الخروج من حاضر شديد البؤس للإتجاه نحو مستقبل مشرق نتمناه جميعا لنا ولأجيالنا القادمة.