قيادات «العربى للمياه»: العرب يواجهون تحديات مائية ووضع سد النهضة «حرج».. وإثيوبيا: السد حياة أو موت
تصوير:
فادى عزت
09:50 ص | الجمعة 24 نوفمبر 2017
«أبوزيد» خلال المؤتمر الصحفى
حذرت قيادات المجلس العربى للمياه من خطورة التحديات المائية التى يواجهها العرب حالياً، وقال الدكتور محمود أبوزيد، رئيس المجلس: إن إصدار تشريعات حاكمة لإدارة الأنهار المشتركة عملية معقدة للغاية، مضيفاً: «هناك مشكلات بين الدول العربية ومشكلات بين دول حوض النيل مما يصعب معه الاتفاق الموسع».
وأضاف «أبوزيد»، خلال مؤتمر صحفى، أمس، لإعلان انطلاق المنتدى العربى للمياه: «هناك دول تتدخل لمنع الوصول إلى تشريعات حاكمة ﻹدارة الأنهار، بدليل أنه يتم التراجع خطوتين حال التقدم خطوة واحدة»، وكشف أن الدول العربية تستورد 300 مليار متر مكعب مياه افتراضية، من خلال المنتجات الغذائية المستوردة، فيما اعتبر الدكتور صفوت عبدالدايم، مستشار المجلس العربى للمياه، أن الوضع حرج ومتشابك بالنسبة لقضية سد النهضة.
«أبوزيد»: بعض الدول تمنع الوصول لتشريعات حاكمة لإدارة الأنهار.. وسفير السودان: حصتنا المائية ليست منحة من أحد وسنستغلها بالكامل
وقال الدكتور حسين العطفى، الأمين العام للمجلس العربى للمياه: إن التشريعات موجودة، ولكن دول المنابع تعتقد أن تلك التشريعات تنقص من سيادتها على الموارد المائية، مؤكداً أن الوضع الحالى للدول العربية حرج، وليس فى صالح المنطقة التى تواجه تحديات مائية.
ولفت «العطفى» إلى أن معدلات الجفاف تتراوح بين 20 و25% فى الدول العربية، وأضاف: سيتم إطلاق مبادرة يتبناها المجلس العربى للمياه ومنظمة الحماية من الكوارث لتوفير تمويل مشروعات على المستوى الوطنى والإقليمى.
من جهة أخرى، اتهم عبدالمحمود عبدالحليم، سفير السودان بالقاهرة، وسائل الإعلام ووزارة الرى المصرية بالتسبب فى توتر العلاقات بين الدولتين، وزعم السفير أن «الإعلام المصرى نصب مشانق لإثيوبيا والسودان»، وقام بحملة غير مبررة، مؤكداً أن بلاده سوف تستغل كامل حصتها من المياه لأجل التنمية، ووصفها بأنها ليست منحة من أحد، وتساءل عن الغرض من الدعوات لإقامة قاعدة عسكرية فى أسوان.
وقال السفير السودانى لـ«الوطن»: «نحن نستهجن الحملة غير المبررة من قطاعات فى الإعلام المصرى، وبعض من يسوّقون أنفسهم كخبراء فى حوض النيل تجاه السودان، ونرفض ونستعجب من البيان غير الدقيق وغير المهنى الذى أصدرته وزارة الرى المصرية، التى حاولت أن تجعل المعادلة صفرية بين الدول الثلاث، وتحميلهم وزر ما وصفوه بفشل المفاوضات، وهى لم تفشل، هى جولة فنية فى إطار سلسلة من الجولات الفنية الخاصة بالتعامل مع التقرير الاستشارى الذى لم يقدم بعد، ولذلك من الطبيعى أن تكون الرؤية والزوايا مختلفة، وليس فى اتجاه واحد». وأضاف: «الحملة الأخيرة أوضحت خواء الإعلام وفشله، وهو يسبب ربكة ليس فقط للمفاوض المصرى، ولكن لمسار المفاوضات كاملة».
من جهته، حذر مصدر دبلوماسى لـ«الوطن» من أن تصاعد التصريحات بين الجانبين المصرى والسودانى سيؤدى فى النهاية إلى نتائج سلبية حول مسار علاقات البلدين، وطالب بتفعيل البروتوكول الإعلامى الموقّع بين البلدين، وأن تكون التصريحات الصادرة حول مسار العلاقات بين البلدين عن طريق القنوات الرسمية فقط، حتى لا تشهد العلاقات مزيداً من التصعيد.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن إثيوبيا تعتبر بناء سد النهضة مسألة حياة أو موت، وذلك وفق تصريح أصدرته وزارة الخارجية الإثيوبية، أمس، وتابعت الصحيفة: «المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول دراسة الآثار المترتبة على بناء السد فشلت مؤخراً، وسيكون السد الإثيوبى أكبر محطة للطاقة الكهرومائية فى أفريقيا».