بعد تفجير مسجد الروضة.. حكاية قرية "الصوفيين" في شمال سيناء
تفجير مسجد الروضة
على بعد 40 كيلو متر من مدينة العريش، تستقر قرية الروضة، التابعة لمركز بئر العبد في محافظة شمال سيناء، والتي شهدت ظهر اليوم حادثًا إرهابيًا، عندما فجر مسلحون محيط أحد المساجد التابع لإحدى الطرق الصوفية، ما أسفر عن استشهاد 235 شخصا، وإصابة 109 آخرين.
وتتبع قرية الروضة جغرافيًا مركز بئر العبد، ويشتغل أغلب الأهالي هناك في الحرف اليدوية والزراعات، إضافة إلى التجارة في الملح، نظرًا لقرب القرية من ملاحات سبيكة على طريق "العريش - بئر العبد"، إضافة إلى وجود مصنع لتصنيع وتكرير الملح الخشن بالقرية.
في أبريل العام الماضي، تداولت وسائل الإعلام اسم القرية الصغيرة، عندما توافد عليها عدد كبير من النازحين من الشيخ زويد ورفح، بعد اشتداد الاشتباكات هناك، حيث رحبت القرية بضيوفها الذين نصبوا خيامًا في شوارع وساحات القرية، وسط ترحيب من الأهالي الذين مدوا يد العون للضيوف.
وأكد الأهالي في شمال سيناء، إن سبب تسمية قرية الروضة بهذا الاسم، نظرًا لكثرة الأشجار المثمرة فيها والنخيل، إضافة إلى المساحات الخضراء الواسعة التي يلجأ إليها الأهالي للرعي، وتشتهر القرية بأنها معقل للصوفيين بشمال سيناء، خاصة أبناء الطريقة الجريرية الأحمدية.
وعلى بعد 20 كيلو متر من كمين الميدان، أقرب نقطة أمنية للقرية، يعيش نحو 2500 نسمة من قبائل السواركة وغيرهم في قرية الروضة، ويستقر فيها مسجد الذي يعد مقر الطريقة الجريرية الأحمدية، والذي شهد تفجير اليوم، والذي يتميز بالمئذنة المرتفعة التي ترى من مسافات بعيدة، إضافة إلى بعض المقامات المنتشرة هناك.
وعاشت القرية يومًا حزينًا، بعد التفجير الذي استهدف المسجد، وأسفر عن استشهاد 235 وإصابة 109 آخرين، فيما أعلن مكتب المستشار نبيل صادق النائب العام، تكليف فريقا من أعضاء النيابة العامة، بالانتقال إلى المستشفيات التي تضم مصابين، لسماع شهادتهم عن الحادث.