قصة شهيد.. "أمير" طالب لقاء صديقه ودعا لوالده: "ربنا يخليك ليّا"
الشهيد أمير
في العاشرة من صباح الجمعة، هاتف أمير مجدي رزق، الشاب العشريني الذي استشهد في تفجير مسجد "الروضة"، في أثناء صلاة الجمعة بمسجد الروضة ببئر العبد في شمال سيناء، أحد زملائه ويدعى أسامة السيد الذي يبعد عنه بحوالي 40 كيلومترا، ليطلب منه لقائه، قائلا له "فينك، عايز أقابلك".
ليعده "أسامة" بلقاء قريب، ويقول إن "أمير أبلغه بأداءه صلاة الجمعة برفقة والده بمسجد الروضة، طالبا من "السيد" أن يدعو له"، ليفاجئ بخبر استشهاده وتفجير المسجد، مستنكرا: "القدر مجمعناش".
قبل أيام، كتب "أمير" منشورا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، موجها رسالة امتنان لوالده بعد تحقيق درجة الامتياز بدراسة بمعهد الفني الصحي بجامعة الإسماعيلية: "أبويا قال لي كلمتين كانوا من الأسباب الكبيرة اللي خلتني أجيب امتياز في المعهد، حب يعني جواز، وجواز بعد الدراسة".
ودعا لوالده بطول العمر: "ربنا يخليك ليا يا حج وما يحرمني منك".
ليودع "أمير" الخريج البالغ من العمر 21 عاما، والده مصابا بمستشفى بئر العبد الجديد، ويقول زميله إنه إثر الحادث اتجهت والدته التي تعمل بالتمريض بالمستشفى على الفور لهم، لتجد ابنها قد توفى، وزوجها مصابا، لتسعف زوجها على الفور م إصاباته، وهي في حيلة من أمرها.
"مصدومة"، يصف "السيد" حال والدة "أمير"، تلك الأم الأربعينية، الغالب عليها العويل والصراخ، حيث تصارع من أجل بقاء زوجها على قيد الحياة، موضحا أن والد صديقه "أمير" البالغ من العمر 50 عاما، ويعمل مدرس رياضيات: "هو بين الحياة والموت"، موضحا أن لديه شقيقين، الأول بالمرحلة الثانوية، والثاني 5 سنوات.
وفي الثامنة ونصف، من يوم الأحد الماضي، كتب "أمير" منشورا عبر صفحته الشخصية على "فيس بوطك"، طالبا من أصدقائه أن يتذكروه بما وجدوا فيه، قائلا: "اﻛﺘﺒﻮﺍ ﺃﻱ ﺣﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﻛﻮﻣﻨﺖ، ﺫﻛﺮى ﺑﻴﻨﺎ، كلمة ﺣﻠﻮة، ﻧﺼﻴحة، ﺣﺎجة ﺑﺘﺤﺒﻬﺎ ﻓﻴﺎ".
ويضيغف: "ﻋﻠﺸﺎﻥ ﺍﻟﺴنة ﺍﻟﺠﺎية ﺯﻱ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻟﻮ ﻟﻴﺎ ﻋﻤﺮ، أشوف الكومنتات، وأشوف مين كتب إيه"، ليودعهم "أمير"، اليوم، في تفجير "مسجد الروضة" قبل أن يرى رسائلهم.
ويقول زميل أمير أسامة السيد، إن الأهالي في سيناء لهم الحق في التنفس، موضحا: "إحنا بنعاني كتير، وأمير زي أي حد اتخرج وعاوز يكمل حياته بشكلها الطبيعي بس مات، مات علشان كان بيصلي، ويقولوا إن أهل سيناء جناة، وهم مجني عليهم".
وقد أعلن مكتب المستشار نبيل صادق النائب العام، ارتفاع حصيلة ضحايا "تفجير العريش" الإرهابي، إلى 235 شهيدا و109 مصابين، إثر استهداف مسجد الروضة في بئر العبد غرب العريش، وكلّف فريقا من أعضاء النيابة العامة، بالانتقال إلى المستشفيات التي تضم مصابين، لسماع شهادتهم عن الحادث.