"سالم" يروي 15 دقيقة رعب في "مسجد الروضة": نجوت من الموت بمصحفي
سالم محمد الناجي من الموت
"عشت أصعب 15 دقيقة في عمري، ونجيت بمصحفي بقدرة الله".. قال سالم محمد صاحب الـ60 عاما، وهو يجلس على سرير قسم الطوارئ في مستشفى الإسماعيلية، مبتسما وراضيا بقضاء الله وقدره، يملؤه اليقين بأن القوات المسلحة سترد على "هجوم مسجد الروضة" بقوة، وأنّ الجيش سيثأر لدماء الشهداء ولبيت الله.
"دخلنا المسجد الساعة 11 الصبح، مع مجموعة من أهلنا واخواتنا وأحفادنا، الجمعة يوم عيد، بنقعد ونتكلم في طاعة الله ونتشاور في أمور العيلة".. قال سالم، الذي لم يخطر على باله أن اليوم الذي بدأ هادئا مطمئنا، سيتلون في النهاية بـ"دماء الشهداء".
يقول العجوز، إنه انتحى جانبا وقرأ سورة الكهف، ثم جلس مع رواد المسجد لسماع خطبة الجمعة، بعدها وقفوا للصلاة: "أول ما وقفنا في الصف عشان نصلي الجمعة، لقينا الإرهابيين بيكسروا شبابيك المسجد بالسلاح الآلي، ضربوا طلقات كتير، وبعدها دخلوا المسجد وكملوا ضرب".
يصف سالم المشهد بعد دخول الإرهابيين المسجد، قائلا إنّ طلقات الغدر التي داهمت المصلين من النوافذ أصابتهم جميعا وأوقعتهم، وزاد: "دخلوا المسجد كان كل اللي فيه على الأرض، ضربوا علينا نار من الرشاشات اللي كانت معاهم، ناس كتير استشهدوا، وأجسامهم سترت ناس تانية ونجتهم من الموت، لما وقعوا عليهم والإرهابيين افتكروهم ماتوا".
لم يجد الشيخ العجوز ما يحميه من غدر الإرهابيين، سوى "مصحفه"، الذي احتضنه كي لا يسقط تحت أقدام "الأنجاس الذي لا يخشون الله ولا يهابونه" كما وصفهم سالم، وزاد: "حاولت أعمل حاجة ومعرفتش، وكل اللي في المسجد واجهوا الاعتداء بنطق الشهادة، وحدنا القول (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ونجيت أنا ومصحفي".